اختتمت، اليوم الأحد، فعاليات الموسم الديني السنوي لزاوية آسا الذي نظم على مدى خمسة أيام، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإقامة شعيرة "النحيرة" التي اعتادت قبائل أيتوسى على تقديمها للزاوية الدينية سنويا بالتناوب، احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف. وبهذه المناسبة، نظم بمقر الزاوية حفل ديني تمت خلاله تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بحضور والي جهة كلميم- السمارة عامل إقليمكلميم، السيد محمد علي العظمي، وعامل إقليم آسا- الزاك، السيد الحسن صدقي، وعدد من المنتخبين وممثلي السلطات المحلية، وكذا شيوخ وأعيان مجموعة من القبائل الصحراوية الذين توافدوا على المدينة لصلة الرحم ومواكبة فعاليات هذه التظاهرة الدينية. واختتم هذا الحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بأن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وتم خلال اليوم الأخير من فعاليات هذا الموسم، الذي نظمته جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل تحت شعار "التراث الحضاري والروابط الروحية المغربية الإفريقية في خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة"، بتكريم عدد من الفاعلين الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة، وتوزيع الجوائز على أحسن مربي الأبل على صعيد اقليم آسا الزاك. وأبرز رئيس جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل، السيد رشيد التامك، في كلمة بالمناسبة، أن اللجنة المنظمة ارتأت أن تجعل من هذه النسخة بداية انفتاح المنطقة على امتدادها الافريقي، وذلك بالنظر إلى العلاقات العريقة التي تربط المملكة المغربية بإفريقيا. وأشار بهذه المناسبة الى الدور المهم الذي يمكن أن تضطلع به الدبلوماسية الموازية عبر التظاهرات الثقافية والفنية والدينية والروحية في التقريب بين الشعوب والدفاع عن وحدة المغرب الترابية. وعلى مستوى آخر، أشار السيد التامك إلى العلاقات المتميزة التي تربط قبائل أيتوسى بباقي القبائل الصحراوية، مبرزا أن الحضور المكثف لهذه القبائل لموسم زاوية آسا يجسد متانة أواصر علاقات الأخوة بين الطرفين. واشتمل برنامج هذا المهرجان، الذي نظم بتنسيق مع المجلس الاقليمي لآسا الزاك، وبلدية آسا، وفعاليات المجتمع المدني، وبدعم من عمالة الإقليم ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، على مجموعة من الانشطة الدينية والرياضية والثقافية والفنية، الى جانب إقامة معرض للصناعة التقليدية والمنتجات الفلاحية والحيوانية. كما تم بهذه المناسبة نصب خيام موضوعاتية جسد من خلالها النساء والأطفال بعض العادات الشعبية المترسخة في ذاكرة إنسان الصحراء والمرتبطة، على الخصوص، بطقوس الزواج والطب التقليدي والألعاب الشعبية والمطبخ الصحراوي. وحسب المنظمين، فان هذه التظاهرة الروحية تكتسي أهمية ثقافية وتاريخية وحضارية وتشكل مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة وإبراز ما تزخر به من تراث متعدد الروافد واستحضار المكانة الدينية والعلمية لزاوية آسا باعتبارها منارة دينية ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة ونشر العلم والمعرفة.