اختلط الحابل بالنابل حول شخصية منفذ هجوم نيس، محمد لحويج بوهلال، وتعددت الأقاويل حول دوافع العملية التي أسفرت عن مقتل 84 شخصا ما بين غطاء إرهابي وآخر جنائي. ساعات قليلة قبل تنفيذ محمد لحويج (31 عاما) يوم الجمعة 15 يوليو/تموز عملية دهس بالشاحنة لحشد خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس الساحلية، أرسل صورته الأخيرة إلى عائلته وهو يشارك في الاحتفال الذي تحول إلى حمام دم بعد دهسه بالشاحنة المشاركين في الاحتفال. الساعات الأخيرة لمنفذ عملية نيس، حملت عديد المفاجآت وأثارت الريبة والاستغراب بشأن دوافع العملية، فجابر (19 عاما)، شقيق محمد يقول إنه قبل لحظات من المجزرة، جرى اتصال مع شقيقه في نيس خلال مراسم الاحتفال وأبلغه شقيقه بأنه سعيد وأن حياته تجري على ما يرام. لكن السعادة والفرح تحولت إلى مأتم وعويل، فبعد الفاجعة، هرعت عائلة بوهلال للاتصال به قصد الاطمئنان عليه، لكن ما راعهم أن الهاتف ظل صامتا، وزادت حيرتهم حول مصير ابنهم. أجمعت عائلة بوهلال التي لا تزال تحت وطأة الصدمة، أن ابنها حضر جلسات مع طبيب نفسي لعدة سنوات قبل أن يترك تونس ويذهب إلى فرنسا في عام 2005، فيما أكد والده في مقابلة مع قناة فرنسية أنهم سعوا إلى تلقيه العلاج النفسي بعد أن تعرض لانهيار عصبي وعاني من الاكتئاب، نافيا أي علاقة لابنه مع التنظيمات الإرهابية. مازاد الغموض في شخصية بوهلال، أن وضعه المهني كان جيد جدا، علما أنه أرسل إلى عائلته التي تقطن بمدينة مساكن مبلغا قدره 100 ألف يورو، أي حوالي 240 ألف دينار تونسي قبل أيام قليلة من وقوع الحادثة، وفقا لتصريحات شقيقه. وتعتبر مدينة مساكن من المدن التجارية في تونس، ولا تعاني المدينة من مصاعب اقتصادية على غرار المدن الأخرى، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا لتحويلات العاملين التونسيين المهاجرين في فرنسا. المواقع الفرنسية تحدثت عن محمد بوهلال الذي كان يعمل سائقا، وهو متزوج منذ 3 سنوات وأب ل 3 أبناء، مؤكدة أنه اشتهر بأعمال الجنوح، بما في ذلك العنف ، إلا أنه لم يتم الاشتباه بتحوله للتطرف، وهو ما أكدته المصادر الأمنية في تونس قائلة أنه ليس معروفا بانتمآته المتطرفة أو الإسلامية لدى السلطات في تونس. وفي تصريح لشقيقته، أكدت أن محمد تشاجر قبل أيام مع صاحب العمل وانقطع لأيام عن العمل بسبب ارتكابه لمخلافه مرورية، وهو ما زاد في اضطراب سلوكه حيث أصبح أكثر عنفا وعدوانية، على حد قولها. وعلى الرغم من هذه التفاصيل المرتبطة بحياة منفذ هجوم نيس، إلا أن السلطات الفرنسية تؤكد ارتباطه بتنظيمات إرهابية. وما زاد في اللغط حول المسألة تبني تنظيم داعش للعملية، ما فجر سيلا من الاحتمالات والتكهنات عن أسباب ارتكاب بوهلال لهذه المجزرة .