أكدت مصادر في الشرطة الفرنسية التعرف رسمياً على سائق الشاحنة، الذي نفذ اعتداء نيس في فرنسا، مشيرةً إلى أنه فرنسي من أصل تونسي، يدعى محمد لحويج بوهلال، في ال 31 من العمر مقيم في نيس، وكان معروفاً لدى الشرطة الفرنسية في جرائم جنائية. وذكرت صحيفة "الغادريان" البريطانية، اليوم الجمعة، أن بوهلال وهو الرجل الذي قتل 84 مدهوساً، وأصاب بالجراح أكثر من 100 آخرين، بينهم 18 بحالات حرجة، ويتوقعون لمعظمهم الأسوأ في المستشفيات، يعمل سائقاً ومتزوج منذ 3 سنوات وأب لثلاثة أبناء. وذكرت الصحيفة نقلاً عن مصادر فرنسية، أن بوهلال عنيف التصرفات والأفعال، إلى درجة أن حكماً قضائياً صدر بحقه ومنعه قبل 4 سنوات من دخول بيته العائلي بشمال نيس، إلا أنه لم يتم الاشتباه بتحوله للتطرف، ولم يكن لدى شرطة مكافحة الإرهاب ملف حوله. وسافر بوهلال من تونس متوجهاً إلى فرنسا عام 2005، ثم عاد مرة أخرى إليها عام 2012، وبقي 10 أيام ثم عاد إلى فرنسا. وكشفت مصادر أمنية تونسية أن المهاجم ينتمي لبلدة مساكن التونسية على بعد نحو 10 كيلومترات خارج مدينة سوسة الساحلية التي زارها للمرة الأخيرة قبل 4 سنوات. ونقلت الصحيفة عن الشرطة وعن تقارير إعلامية صحافية أن بوهلال استأجر الشاحنة قبل الحادثة بيومين في بلدة سانت لوران دو فار المجاورة. جيران المنفذ كما وصفه جيرانه في البناية التي كان يسكنها بأنه رجل "منعزل وصامت"، و"لم يكن متديناً ولا يرتاد مسجد الحي"، و"يتبادل الحديث مع الحسناوات رغم كونه متزوجاً. وقال أحد جيرانه في البناية المكونة من 4 طوابق، إن "بوهلال لم تكن تظهر عليه مظاهر تطرف"، فيما قالت جارته ياسمين للصحيفة إنه "كان وسيماً جداً، شعر رمادي، بدا قليلاً مثل جورج كلوني". وفي الطابق العلوي قال أفراد أسرة إن "السائق لم يكن يرد أبداً على التحية"، وفي الطابق الأرضي قالت أنان إنها كانت تحتاط لهذا "الشاب الوسيم الذي كان يطيل النظر لابنتيها". وأشار جيرانه إلى "خلافات مستمرة" مع زوجته، التي قدمت عدة شكاوى للشرطة نتيجة اعتدائه عليها، آخرها قبل أيام. ومع ظهر يوم الجمعة، أغلقت الشرطة الشارع الذي كان يسكن به، وبدا أنها تفتش بمساعدة كلب مدرب شاحنة خفيفة وقد فتح باباها الخلفيان على بعد 100 متر من البناية، وسمع صوت انفجار خفيف أثناء هذه العمليات. مقتل المنفذ وخلال الهجوم، أطلقت الشرطة الفرنسية أكثر من 30 رصاصة على الحافلة، لكنها لم تتمكن إصابته، واستمر بعملية الدهس لأكثر من 2 كم على طول الشارع. وقتل رجال الشرطة بوهلال برصاصة خلف مقود الشاحنة عندما فتح النار بمسدسه على أفراد الشرطة الذين حاصروا الشاحنة، وعثر داخل الشاحنة على هوية الشائق وهاتفه وبطاقته البنكية. وكان مقطع فيديو مصور قد أظهر شاحنة بيضاء بحمولة 19 طناً تنطلق وسط صرخات الجموع على طول كورنيش برومناد ديز انغليه، فيما حاول البعض ملاحقة الشاحنة ركضاً على الأقدام، واستمرت الشاحنة بقتل كل من كان في طريقها مسافة 2 كيلومتراً قبل إصابة سائقها برصاصة شرطة أدت إلى مقتله. وقالت الحكومة الفرنسية "إن الهجوم عمل إرهابي، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان المهاجم على صلة بجماعات متشددة". كما قالت الشرطة الفرنسية "إن التحقيق مستمر لمحاولة تحديد شركاء محتملين له، وقد سُمعت عدة إفادات لأقارب منفذ الهجوم من قبل الشرطة، وذلك بعد تفتيش منزل بوهلال شمال نيس". ومن إحدى نقاط التركيز في تحقيقات الشرطة الفرنسية، أن تعد مدينة نيس، كمركز لتجنيد المتشددين، التي عثر فيها أيضاً على شبكة عمر عصمان، المعروف أيضاً باسم عمر ديابي، الذي ظهر اسمه مراراً في التحقيقات الفرنسية لمكافحة الإرهاب، بحسب الصحيفة. وتعتبر أجهزة مكافحة الارهاب عصمان بأنه أحد كبار مجندي المتطرفين، وعصمان وهو فرنسي سنغالي أعلن نفسه إماماً متطرفاً في نيس وصاحب اشرطة فيديو دعائية، كان سافر في 2013 إلى سوريا وأعلن أنه يقاتل مع جبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا).