ننتظر الشهر الكريم بشوق..نترقب حلول أيامه و لياليه بحنية كبيرة.. ألأننا نحن لطقوسه و بركاته أم لأننا نترقب سهراته؟ في شهر رمضان الكريم،شهر العبادة بامتياز حيث الصوم و أداء صلاة التراويح و قراءة القرآن..،نجد بعض العادات يحسبها الكثيرين ترفيه عن النفس بعد تأدية الواجبات و الحقوق الدينية في حين يعتبرها البعض خروجا عن حرمات الشهر الفضيل. رمضان كذلك شهر تلاقي الأصدقاء و الأحباب.فبعد صلاة التراويح تمتلأ المقاهي و تعج الشوارع بالناس،والكورنيش يتحول الى محج للصغار و الكبار،الكل بين غدو و رواح بين لعب و اختلاط و تعارف حتى الفجر ..لكن بعض العادات التي تروح عن القلوب يعتبرها البعض خروجا عن الدين و أنها تلتهم الكثير من الأجر الذي كسبناه طيلة اليوم مثل تعاطي الشيشة و المخدرات و لعب الورق و السهر على أنغام الموسيقى و الاختلاط بالنساء الخ. يعتبرون أن الترويح عن النفس ليس ممنوعا لكن الممنوع أن يمتد ذلك طيلة الليل حيث يكثر الهرج و المرج و يختلط الحابل بالنابل... النهار عموما في رمضان موزع بين العمل و الصوم ،فالفراغ و الروتين وراء السهر الطويل في لعب الورق و تعاطي الشيشة.حيث الاقبال على تعاطي هذه الأخيرة يزداد في رمضان بنسبة مخيفة أغلبهم شباب دون الخامسة و العشرون.الصوم نهارا و السهر ليلا صار مظهرا معتادا لا نستطيع أن ننكره بسلبياته و ايجابياته.فمن حقنا أن نرفه على أنفسنا بعد تأدية عباداتنا. في السابق كانت ليالي رمضان ملتقى للأسر .البيوت كانت مسرحا للاجتماعات العائلية،عكس اليوم المقاهي و الخيم الرمضانية و أماكن اللهو صارت ملتقى الأصحاب و الأحباب ،الذين لم تعد أجواء البيوت تجذبهم نتيجة للتبدل الجذري الذي طرأ على المجتمع. انتشار أماكن السهر الجميلة و تنوع وسائل الترفيه و التسلية،كل ذلك جعل الناس يتطلعون الى قضاء أماسي رمضان خارج بيوتهم ،و ان كانت تسلية الرجال تختلف عن تسلية النساء في هذا الشهر الكريم.فالمرأة تجد تسليتها في التزاور العائلي و تلبية الدعوات على مائدة الافطار ..