تشكل ليلة القدر المباركة مناسبة مميزة لدى الأسر المغربية لإحياء العديد من التقاليد والعادات والطقوس في أجواء ذات طابع روحي متميز. وطوال أيام رمضان، ينتظر الجميع بشوق كبير هذه الليلة المباركة، ومع اقترابها تنتعش تجارة موسمية خاصة بيع البخور والشموع، فضلا عن أنواع كثيرة من الحناء والسواك التي تستعمل للزينة في تلك الليلة التي تعد آخر احتفال روحي متميز قبل عيد الفطر. وتقبل الأسر المغربية على شراء الألبسة التقليدية الجديدة التي تليق بهذه الليلة المقدسة. وفي ليلة السابع والعشرين يقضي المغاربة أوقات طيبة وتمتد السهرات العائلية إلى آخر الليل وحتى مطلع الفجر. وعادة ما يحرص المغاربة على التزاور وعلى صلة الرحم أثناء الشهر المبارك، وتكون جلسات السمر من المظاهر الرمضانية المألوفة، وتأخذ مكانها في البيوت خاصة بيت الجد أو الجدة أو المقاهي الشهيرة والحدائق الخضراء التي تمتد في أنحاء المملكة. وتكشف إحصاءات صدرت سابقاً حول سهر المغاربة في رمضان، أن نسبة المغاربة الذين يسهرون ليلاً في الشهر الكريم تصل إلى 53 في المئة، وأن الذين ينامون ما بين ست وثماني ساعات فقط خلال رمضان يشكلون نسبة 47 في المئة. وهناك كذلك عادة الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في أي يوم من أيام رمضان، ولا سيما في السابع والعشرين منه، ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية التي تتجسد فيها معالم الحضارات السابق ذكرها، حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل شهر رمضان والتي تعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني للطفل المغربي المسلم الذي تشده مظاهر هذه التجربة فيخوض غمارها لأول مرة دون تراجع. وتقيم الأسر المغربية خاصة في المدن والأحياء الراقية لصغارهم احتفالات فخمة يحضرها الأقارب ويكرمون فيها الصغار الذين صاموا لأول مرة أو أكبر عدد من أيام شهر رمضان الكريم كما تقيم أعراسا رمزية ترتدي الفتيات الأزياء التقليدية مثل «القفطان» و»الجلباب». ويحافظ المغاربة على إقامة طقوس روحية واجتماعية متنوعة منها مرافقة أبنائهم إلى المساجد مرتدين اللباس التقليدي بهدف تشجيعهم على الصلاة والعبادة. ان لليلة القدر في المغرب طقوس روحية ساحرة تعبق بعادات عريقة تبعث الحبور والفرح في قلوب الصبيان. كما أن ليلة القدر تعد فرصة مواتية للأسر المغربية لإدخال الفرح إلى قلوب الفتيات الصغيرات من خلال تزيينهن على الطريقة التقليدية ليبدين كعرائس في عمر الزهور، ويزداد الإقبال على النقش بالحناء للفتيات في تلك الليلة المباركة، إضافة إلى رواج تصوير الأطفال في أجواء فلكلورية والاحتفاظ بها للذكرى. وتبقى ميزة ليلة القدر هي الاعتكاف للصلاة فضلا عن الاحتفالات والسهرات العائلية التي تضاء فيها الشموع وتقدم فيها الوجبات الشعبية كالكسكس و الرفيسة أو الدجاج البلدي محمر بالزيتون. وتخصص الليالي المتبقية من شهر رمضان الكريم في المساجد لاتمام الاحزاب المتبقية من القران الكريم كما تستعد الاسر المغربية لعيد الفطر السعيد وذلك بتزيين البيوت واعداد الحلويات الشعبية وشراء ثياب جديدة تدخل الفرح في قلوب الاطفال.