ظل الحديث عن القنب الهندي إلى وقت قريب واحدا من الطابوهات التي كان الكلام بخصوصها محرما، إلا أنه في الآونة لأخيرة فتح ما يمكن أن نشبهه بنقاش عمومي حول هذه النوع من الزراعة التي تشكل مصدر دخل وحيد لآلاف الأسر المغربية. نور الدين مضيان وهو برلماني من مدينة الحسيمة و رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، كشف أرقاما صادمة عن زراعة القنب الهندي بالمغرب، فأثناء حضور كل من وزير الداخلية امحند العنصر، و الوزير المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، خلال مناقشة ميزانية وزارة الداخلية، قال أن مليوني مغربي يعيشون من زراعة القنب الهندي، و 17 ألف شخص يوجدون في السجون بسبب المخدرات، و أضاف أنه في إقليمالحسيمة وحدها يوجد 5000 مبحوث عنهم بسبب وشايات تتعلق بهذه الزراعة، و أربعين ألفا مبحوث عنهم على صعيد المملكة. مضيان انتقد تعامل السلطات مع الفلاحين الذين يمارسون زراعة القنب الهندي، وقال إن مناطق بأكملها في المغرب تعيش من هذه الزراعة، وذكر كلا من تطوان، تاونات، الحسيمة و العرائش، و قال أن الأباطرة هم المستفيد الأكبر، أما المزارعون فهم في معاناة دائمة. و أضاف أن المزارع يزرع هكتارا كاملا ليوفر قوت أربعة أشهر فقط، في حين يجني الأباطرة أموالا ضخمة على حسابهم، ثم أتم مضيان قائلا " لماذا لا يتم تقنين هذه الزراعة، و تحويلها إلى زراعة نافعة في المجال الطبي و الصيدلي مثل دول أوربية؟" و إلا فإنه على الدولة حسب مضيان أن تجتث هذه الزراعة من الجذور، و دعا إلى وضع حد لاستعمال هذه الزراعة كأداة للابتزاز السياسي في حملات الأحزاب، كما دعا إلى فتح نقاش في الموضوع "حتى لا يبقى كثير من الفلاحين في حالة سراح"، و أضاف "حفاظا على كرامة المواطن إما أن تقوم الدولة بشراء القنب الهندي منهم لتستعمله في وحدات صناعية، على أن يعاقب من يستعمله للتخدير،أو يتم منع هذه الزراعة". وحسب جريدة أخبار اليوم و ضمن نفس الأجتماع فإن طارق القباج البرلماني الاتحادي ورئيس المجلس البلدي لأكادير، دعا صراحة في معرض تعقيبه على مداخلة نورالدين مضيان، إلى تقنين زراعة القنب الهندي، وإنشاء تعاونيات فلاحية تضم مزارعي هذه المادة وإدخال زراعة الحشيش ضمن المخطط الأخضر لوزارة الفلاحة. يذكر أن عددا من الشخصيات البارزة على الساحة الوطنية كانت قد أصدرت و ثيقة دعت فيها إلى فتح نقاش عمومي حول تقنين زراعة القنب الهندي بالمغرب و توجيه استعمالاته، وكان من خلاصات الوثيقة أنه يجب تنظيم ندوات علمية وسياسية حول الموضوع وتعزيز التواصل مع التنظيمات الحزبية والجمعوية المدافعة عن الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي على المستوى الدولي، وكذا تشكيل منتدى وطني للتفكير في الموضوع في أفق توحيد الرؤى والتدخلات بين مختلف الفاعلين. جدير بالذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة كان قد دعا أيضا، بحضور كبار قيادييه وسط كتامة أواسط 2009، إلى تقنين زراعة القنب الهندي حتى تغدو غير محظورة ومتحكما فيها،وعلاقة بنفس الموضوع و في كلمة ألقاها حميد شباط الكاتب العام للإتحاد العام للشغالين بالمغرب و العضو البارز في حزب الإستقلال قد طالب أيضا في وقت سابق بتقنين هذه الزراعة، و التي اعتبر أن لها فوائد أخرى غير تخدير عقول الناس. الدحماني يوسف حميد شباط خلال لقاء جمعه بسكان كتامة في وقت سابق