فيما دعا فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، إلى تقنين زراعة القنب الهندي في كلمة له أمام سكان منطقة كتامة، الشهيرة بتجارة المخدرات، كان شكيب الخياري، الناشط الحقوقي، مازال يقبع في سجن عكاشة بسبب دعواته المتكررة إلى تقنين هذا النوع من الزراعة، واتهامه ب«تسفيه مجهودات الدولة» في محاربة زراعة القنب الهندي. شكيب الخياري سبق الهمة في المطالبة بفتح نقاش وطني حول تقنين زراعة القنب الهندي بالمغرب، وتوجيه استعمالاته، ورفع مذكرة عبارة عن «ديباجة» مفتوحة أمام الباحثين والمختصين الذين يرغبون في المشاركة في رفع تحدي تقنين هذا النوع من الزراعة المنتشرة بالمناطق الشمالية للمملكة. الهمة وعد سكان منطقة كتامة بأن حزبه سيطالب بإقرار «هدنة» مع المبحوث عنهم في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي، الذي فضل تسميته ب«الكيف»، وقال موجها كلامه إلى الحاضرين « خاصهم يهبطو من الجبل ونجلسو معاهم وتدار أيام دراسية في الموضوع»، وأضاف الهمة قائلا «الكيف خاصو يبقى، وسنسعى إلى أن يبقى ولكن في إطار القانون، ويستغل لأغراض طبية». مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب الاستقلال، علق على كلمة القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، قائلا: «الهمة ليس لديه ما يقول لا في هذا أو في ذاك، لأنه كان صاحب شأن في وزارة الداخلية، وكان من واجبه أن يفعل أنذاك ما يقوله اليوم»، مضيفا: «أن الهمة كان في موقع المسؤولية وذي شأن سياسي ولم يفعل شيئا لسكان كتامة أو غيرهم». القيادي في حزب العدالة والتنمية أكد أن دعوة الهمة إلى تقنين هذه الزراعة، وتوجيه استعمالها لأغراض طبية، لا يعدو أن يندرج في سياق سباق الانتخابات و«كلام لدغدغة مشاعر الناخبين». من جانبه، لم يجد عبد الحميد أمين، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حرجا من مناقشة إمكانية تقنين هذه الزراعة، حتى لا يبقى موضوع زراعة القنب الهندي يندرج في خانة الطابوهات بالمغرب، معتبرا أن «الكيف» المغربي قد يصلح لأغراض طبية. مطالبا في السياق ذاته بالإفراج عن الحقوقي شكيب الخياري، الذي يحاكم بتهمة «تسفيه مجهودات الدولة» في مجال محاربة المخدرات. يذكر أن الخياري رفع مذكرة مفتوحة للنقاش في وجه جميع الفاعلين من أجل تدارس موضوع تقنين هذه الزراعة، وجاء فيها أن الدراسات المختبرية الحديثة أثبتت أن لنبتة القنب الهندي مجموعة من الخصائص التي تجعلها تستعمل لأغراض طبية وأيضا في المجال الصناعي، وذكرت أن الاستعمالات الطبية لنبتة القنب الهندي قد أخذت تتطور في الوقت الراهن إلى حد كبير، حيث تستخلص منها مجموعة من الأدوية والعلاجات الفعالة، خاصة للحد من الآلام الشديدة لدى المرضى المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة أو السرطان إلى جانب علاجات أخرى، وذلك بمجموعة من بلدان العالم المتقدمة التي تبنت دعم وتطوير هذا الاستعمال، من ضمنها بريطانيا وكندا وسويسرا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا.