لا احد منا ينكر ان الاخلاق الفاضلة ,هي حجر الزاوية في بناء مجتمع متراص البنيان ,موحد الكيان اساسه القيم السامية والمبادئ البانية , المنبثقة من نضجه الفكري , ووعيه المعرفي الانساني , الذي يحترم الفرد كانسان فاعل ,ومتفاعل مع القواعد الناظمة للمجتمع ككل.,والضابطة لسلوكه كفرد على وجه الخصوص, حيث يسعى جاهدا مجتهدا للاحتفاظ بتلك القيم الفاضلة التي, تساعده على الانتماء الى المجتمع بهدف العطاء و النماء , كما تؤهله للارتقاء به الى مراتب الجمال والكمال النسبيين .,فبوجودها يضمن وجوده, وباندثارها يزول وينعدم له, اي مفهوم او مغزى من التواجد وكل معنى او غايةمن وظيفته او رسالته في الوجود.,وصدق الشاعر حيث قال انما الامم الاخلاق ما بقيت --------------------------------فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا فحينما نتحدث عن الاخلاق ,فانما نعني مجموعة القواعد السلوكية التي سادت في حقبة من الحقب التاريخية ,فهي التي تبني الفرد, هذا الاخير الذي يؤسس مجتمعا ,وبالتالي , فهو اذن نواة هذا المجتمع .,و من تم فتقديسنا لاي مجتمع او احترامنا له ,ما هو في الواقع الا احترامنا وتقديرنا الى هذا الفرد ,الذي ينتمي الى هذا المجتمع او ذاك .,بحيث ان هذا الفرد هو الذي فكر وتدبر ,فغير وطور ,ثم دبر وقرر ,فبنى واسس ,فاثمر وازهرثم ازدهر ونور المكان والزمان بحضوره الواعي الناضج والمسؤول والواعد ,وان دل ذلك على شئ فانما يدل على حصاد غزير متدفق,نتيجة سلوكاته الفاضلة الرفيعة الراقية الناجعة , المتوازنة و الوازنة . ان الشعوب التي ينعم افرادها بهذه الاخلاق ,التي ترتقي الى درجة المثل العليا ,هي شعوب تخلد على مر العصور , اماتلك التي تفتقر الى ابسط مبادئ الانسانية او الاخلاق البانية ,حيث تهمل الفرد, وتهدر انسانيته, مجازفة يقيمته ,ودوره, ووظيفته باقصائه او تهميشه كفرد فاعل ضمن المجتمع او كانسان له كيان ,عليه واجبات وله حقوق ايضا في ومن هذا المجتمع ., واولاها "تحقيق الكرامة في العيش " ضمن المجتمع الذي من المفروض انه ينتمي اليه قلبا وقالبا ,و ارتوى من فكره وثقافته وعرفه وتقاليده ومبادئه وقيمه ,فانها شعوب لم ترق بعد الى درجة النضج الواعي والمسؤول ., لذلك ,فهي تضعف لا محالة رويدا رويدا, وربما قدتختفي .و لكن الاكيد ,الاكيد انها تبقى شعوبا متخلفة لا تواكب ناموس الطبيعة, ولا قاموس الحياة المستمر ,شئنا ام ابينا والذي يتطلب التطوير والتغيير المتوج بالوعي والنضج .ووالاجتهاد المتواصل والعمل الذؤوب ,المكلل بالاحترام للذات اولا, وللاخر دائما ,تحقيقا للتوازن المجتمعي , والسلام الاجتماعي , و رغبة في البقاء والاستمرارية والعطاء بسخاء , وربما سعيا الى الخلود