تتعرض الجزائر هذه الأيام لمواقف سخرية لا نهاية لها من "سيدتها" فرنسا في أعقاب زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس للجزائر ولقائه الرئيس بوتفليقة. فقد تابعنا كيف سخر الإعلام الفرنسي بشكل كبير من الجزائريين ومن رئيسهم من خلال برامج تتهكم على لقاء فالس بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي بدا غير قادر على الحركة والحديث. تلك السخرية التي حطت مثل العسل على قلب الجزائريين لأنها صادرة عن الماما فرنسا جاءت لتكشف الحجم الحقيقي لنظام الجنرالات في الجزائر وانهم مجرد موظفين لدى فرنسا ورعاية مصالحها على حساب الشعب الجزائري المقهور والمشتت في بقاع العالم بحثا عن العيش الكريم بدلا من البطالة والفقر في دولة يفترض فيها أنها غنية ومنتجة للبترول والغاز. زيارة مانويل فالس للجزائر شهدت توقيع اتفاقيات هامة تليق بحجم حكومة الجنرالات حيث وقع رفقة الوزير الأول الجزائري عبدالمالك سلال على أكبر اتفاقية في العالم لأكبر مصنع للمايونيز في الجزائر وهي الاتفاقية التي ستحل مشاكل الجزائريين في سوق التشغيل وأيضا من حيث النقص الغذائي الحاد التي تعانيه. منذ أيام فقط وقعت اتفاقية بين المغرب وشركة رونو الفرنسية لتصنيع السيارات فيما اعتبر صفقة استثمارية ضخمة والأكبر من نوعها، وهذه المرة المسألة جدية وليست هزل كما في صفقة المايونيز، وهو ما أصاب جيراننا في الشرق بسعار انضاف إلى سعارهم السابق ومواقفهم الحاقدة على المغرب وما به من نعم، حيث خرج إعلامهم المسعور لكيل كل الأوصاف ونفث كل السموم على المغرب وأصبح لا حديث لبرامج النباح عندهم إلا على المغرب والاسثمارات فيه، وقبل رونو كان مشروع الطاقة الشمسية قد أصاب" إخواننا الجزائريين" في مقتل وأوقد نار "حبهم" لنا حيث أيضا لم يدخروا وصفا رديئا دون ان ينعتون به، دون سبب اللهم حسدا من عند أنفسهم. كان من باب أولى بالأشقاء في الجزائر، وهنا نتكلم على الحكومة والجنرالات، ليس كل الشعب، وإن كان الكثير منه يحمل لنا نفس ود حكومته، أن يركزوا على تطوير بلدهم وتغيير نهج دبلوماسيتهم الحالية التي لم تات إلا بالمايونيز والاهتمام بشؤونهم الداخلية بدلا من التركيز على الجيران و"الحضية الخاوية". فالمغرب ماض في بناء اقتصاده المعقلن المبني على الخطط المدروسة وليس اقتصاد الريع المبني على بيع الثروة البترولية، خصوصا وأنه حتى الدول البترولية كما في الخليج مثلا بدات تنهج سياسة تعدد مصادر الريع في الاقتصاد بدلا من إنتاج وتكريس اقتصاد عائدات النفط والغاز . ذات مرة التقيت شابا جزائريا يحمل الجنسية الفرنسية وكان عائدا لتوه من زيارة للمغرب، فقال لي أهنئكم في المغرب على ما تقومون به فقد سبقتم الجزائر بسنوات ضوئية، وعلق قائلا" ربي أعطانا في الجزائر الثروة وأعطاكم في المغرب العقل" فهنيئا لكم لأن الثروة تنفد والعقل يظل يشتغل ويخطط.