موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب 2024 ستكون الأفضل والأنجح على الإطلاق    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    وهبي: أزماتُ المحاماة تقوّي المهنة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوصلة القوميين العرب، ماذا بقى فيهم من عبدالناصر؟
نشر في أخبارنا يوم 10 - 04 - 2016

يعد التيار القومي على إمتداد الخريطة العربية تياراً متجدراً له امتداداته وانتشاره، وله قاعدة شعبية عريضة، وتاريخ مشرف وحافل بالمواقف والعمل من أجل الأُمة بل وكان قائداً لمشهدها السياسي في عصرها الذهبية، مع تصفية الإستعمار، وطرد القواعد، وتاميم النفط، وتوزيع الأراضي، وهو ضل خصماً عنيداً للإمبريالية والتدخل الدولي والإستعمار، حيث يتشكل هذا التيار من الأحزاب القومية بانواعها {البعثية والناصرية واخواتها وتفرعاتها} في المنطقة العربية، حيث ساهم هذا التيار العريض في مرحلة ما يسمى {الربيع العربي} وكان له وجوده الفاعل فيما حدث شعبياً في {اليمن وتونس ومصر}، كما شارك رموزه إعلامياً وكانوا صوتا،ً صادحاً، واضحاً في {الإعلام العربي الخليجي والدولي}، غير إن امراً ملفتاً، يمكن ملاحظته في تقاطع مواقف أجنحته من الأحداث، خاصة فيما يتعلق بالبلدان التي تدخلت فيها {قوى خارجية عربية وغربية}، في {ليبيا وسوريا واليمن}، الأمر الذي إتضح فيه {تباين مواقف أجنحة القوميين العرب الموضوعية والشكلية}، وأيضاً بدت غريبة عن مسار هذا التيار التاريخي، وعلى خلاف مسيرته، وما يطرحه من شعارات، مما توجب طرح {السؤال المر والصعب}، في البحث عن إجابة بتتبع هذه التقاطعات والتباين {الموضوعي والشكلي} في مواقف أجنحته ورموزه، خاصة المتعلقة بمفارقة الموقف من {الإستبداد وإنعدام الديموقراطية} المنتشرة في المنطقة العربية و {التدخل الخارجي} والتي تبدو الكلمات المفتاح في هذا السياق.
لا أحد يمكن أن ينكر على التيار القومي تاريخياً إنه تيار منتمي للأمة، مكافحاً في سبيل وحدتها، وسيادتها، قدم التضحيات الجسام في ذلك، وكان بحق معبراً في الكثير من الأحيان عن أملها، وطموحها، ومشروعها، فهو تيار لم ينصاع او يتعلق باللعبة الدولية، او يصعد في كنفها، ولم يكن حليفاً لها، لا فوق الطاولة ولا تحتها، بل عاش تاريخه خصماً وعدواً عنيداً للإستعمار، بل وضحية لهذه اللعبة الدولية وادواتها في المنطقة، لكن مانراه اليوم يبدو مهماً لطرح {سؤال البوصلة} في تباين مواقف تنوعات واجنحة القوميين العرب في {الربيع العربي} ومسيرته، فالقوميون في {اليمن ومصر وتونس} كانوا عنصر أساس في بدء الأحداث والنزول للشارع ممثلين بقاعدتهم الشعبية العريضة، بينما كان موقف {حزب البعث في سوريا وحركة المرابطين في تونس والديموقراطية المباشرة في موريتانيا وحركة اللجان الثورية في ليبيا} يعتبرون ذلك مؤامرة على الأمة، والأغرب إن {البعث السوري} كان يعتبر ما حصل في {ليبيا} مطالب مشروعه عكس رايهم فيما حصل منذ البداية في {سوريا} نفسها، والذي يعتبرونه مؤامرة، بينما عدل قوميون اخرون من مواقفهم التي كانت في البداية مؤيدة الأحداث في {ليبيا وسوريا} تحديداً، ثم لاحقاً رأوا إن الأمر لا يعدو كونه مؤامرة مخطط لها كما يقولون {الأن}، بينما رأى أخرون من هذا التيار إن ما حدث كان {ثورة}، لكن التدخل الدولي أراد سرقتها، وإستغل الفرصة ليضرب ضربته، وحذروا القوى الوطنية في هذه البلدان من مغبة القبول والإنسياق مع التدخل الخارجي.
ففي {ليبيا} مثلاً كان موقف الكثير القوميين العرب مؤيداً للإحتجاجات الشعبية وضد ما أسموه {استبداد النظام الذي صعد من وسط القوميين أنفسهم} بالرغم من علاقة أغلب الأحزاب والشخصيات القومية الوطيد تاريخياً به مثل التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن، والقوميون في تونس وفي موريتانيا والسودان ومصر، كما إن رموز تاريخية للتيار القومي {المؤتمر القومي العربي} كان لها دوراً إعلامياً، وسياسياً، بارزاً على مستوى المنطقة العربية في معاداة هذا النظام، والإجهاز عليه عبر {الإعلام الخليجي والغربي اداة اللعبة الدولية والتدخل الخارجي} في نفس الوقت، وبشكل متزامن مع إجهاز اللعبة الدولية على ليبيا ممثلة في الناتو والدول الغربية التي نزلت قواتها الخاصة منذ الإسبوع الأول للاحداث في أماكن كثيرة في ليبيا، وخلال شهر واحد بدأت بالعداون على ليبيا والذي استمر 8 أشهر.
وفي سوريا كان موقف القوميون العرب غريباً، فهذا الناصري المصري {محمد السعيد ادريس} عضو {اللجنة التنفيدية للمؤتمر القومي العربي} ورئيس {لجنة الشؤؤن العربية مجلس الشعب المصري} وهي اللجنة الوحيدة في مجلس الشعب المصري التي لم يتولاها اخواني انذاك، اخذت برئاسته توصية يقطع العلاقات المصرية السورية وإغلاق السفارة السورية في القاهرة رغم أن السفارة الإسرائلية مفتوحة في القاهرة، وهو النائب الناصري على قائمة {الإخوان المسلمين} في الإنتخابات المصرية وقتها، وهو من قراء بيان طرد سوريا من البرلمان العربي، وصاحب التوصية للجامعة العربية بطرد سوريا وعدم الإكتفاء بتجميد عضويتها وصاحب إقتراح دخول سوريا عن طريق تركيا، وليس عن طريق مطار دمشق، كما إن القوميون العرب رأوا في النظام السوري وهو نظام من {انطمة التيار القومي والداعم الرئيس للقاومة اللبنانية} نظام إستبداد وإنعدام ديمقراطية، وتحول رموز بارزة في {المؤتمر القومي العربي} للإقامة في {الرياض} التي لها الدور الأكبر عربياً فيما يحصل من دمار وتشريد وحروب داخلية، وصاروا حلفاء لها فيما يحدث سوريا واليمن وليبيا.
اما في اليمن فللقوميون قصة مثيرة وغريبة، فالناصريون اليمنيون ممثلين {بالتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري} يؤيدون {عاصفة الحزم} بل ويغطونها سياسياً، مبررين ذلك بأن القصف يستهدف {الحوثيين المدعومين من إيران} و{حزب المؤتمر الشعبي العام} أحد أهم الأحزاب اليمنية، بل إن الناصريين اليمنيين يعتبرون بقوة أحد الأطراف المتواجدة اليوم في {الرياض} ، وهم اليوم في خندق واحد معها، التي كانوا يتهمونها تاريخياً بمعاداة {للمشروع القومي لعبد الناصر} ، بل ويتهمونها بقتل {الشهيد الحمدي} والتامر على اليمن، وتحفل أدبيات الناصريين اليمنيين بالكثير الكثير من شرح الدور السعودي التخريبي في اليمن وفي الأمة {كما يقولون دائماُ}، {هل الرياض هي التي تغيرت أم إن الناصريين اليمنيين تغيروا؟؟}، كما إنهم اليوم في خندق واحد مع {الجنرال علي محسن الأحمر} الذي صرح بالأمس فقط في منتدى الدكتور عبدالعزيز الثنيان {حاربنا المد القومي تسع سنوات والأن سنهزم نظيره الصفوي، وقال إن اليمنيين الذين هزموا {المد القومي} في ستينيات القرن الماضي على حسب تعبيره قادرون على هزيمة المد الصفوي، ووصف المد القومي بالشطحات القومية والإشتراكية} "أنظر صحيفة الحياة 27/11/2015 "، ولكن من جهة أخرى، نجد إن {حزب البعث اليمني} يرفض العدوان {عاصفة الحزم} ويصطف بقوة مع الشعب اليمني ضد هذا العدوان السافر، ولكن الأغرب من هذا كله إن {البعثيين العراقيين} ممثلين في {حزب البعث العربي الإشتراكي} يقفون بقوة مع {عاصفة الحزم} ضد ما يسمونه {المد الصفوي} بل ويرسلون برقيات التعزية تقريباً اسبوعياً في مقتل ضباط وجنود إمارتيين، قتلوا في الحرب على اليمن، ولم نرى برقية واحدة تعزي الشعب اليمني في الأطفال، والنساء والشيوخ الذين يقتلون كل ليلة تحت قصف طائرات هذا تحالف {عاصفة الحزم}.
إن سؤال البوصلة وحيرة القوميين العرب يبدو واضحاً ومبرراً حول تقاطع المواقف من {الإستبداد وإنعدام الديموقراطية} في سوريا وليبيا والذي يحسب من {إستبداد القوميين أنفسهم بل وقريباً منهم وصعد من وسطهم تاريخياً}، والموقف من {التدخل الخارجي الغربي الإمبريالي الظالم} والمشاريع والمخططات الدولية و {مدى وحدة المنهج والتحليل والرؤية والقدرة على الوعي في اللحظة الفارقة}، لذا حينما يتعرض بلد عربي لعدوان خارجي وقصف ومؤامرة تحت أي مبرر، أين يجب أن يكون القوميون العرب حينها؟ مهما كانت حالة {الديموقراطية} في البلاد؟ {نشر الديموقراطية أم وقف العدوان}، وماهو المنتظر منا في هذه الحالة، بالنظر لتاريخنا السياسي والأدبيات السياسية والشعارات والبيانات التي نرفعها منذ سبعون عاماً، ام إن {محاربة الإستبداد مقدم على مقاومة التدخل الخارجي}، فكيف يرى القوميون أحقية الإصطفاف في {نفس الزمان والمكان} مع القوى الخارجية سوى كانت {عاصفة الحزم التي يقودها عرب غير ديمقراطيين} او {الناتو والدول الغربية وتركيا} لتحقيق الديموقراطية ومحاربة الإستبداد كما تقول تصريحاتهم وبياناتهم ومواقفهم.
إن المرء مواجه بسؤال مهم وحيوي وهو (1) أين يجب أن تكون حينما تاتي طائرات من الخارج وتقصف الأُسر والأطفال، والمباني، والبنية التحتية، في بلادك؟ حتى وإن كان {حاكمها مستبداً} كما يقولون، (2) وهل هذا الخارج يريد لك الديموقراطية؟ وأيهما اولى بالمقاومة في اللحظة الفارقة الحاسمة {استبداد الحاكم أم طائرات العدوان الخارجي الناتوي والجماعات الإرهابية وتركيا وقطر ويد اللعبة الدولية القذرة}، (3) وماهي الضفة التي يجب أن تكون فيها حينها بالتحديد {رعي الإبل خير من رعي الخنازير}، (4) وهل نسبية المواقف في هذه الحالة تحملك الى أن تسير مع {جون ماكين وبرنار ليفي وكاميرون وساركوزي} في شوارع {بنغازي} مبتهجاً فرحاً، (5) وهل نسبية المواقف تحملك لتغطي سياسياً قصف الطائرات السعودية والإماراتية لمدة عام بلادك {اليمن} وشعبك، وأهلك وممتلكاتهم، وبيوتهم، والمصانع والجسور، (6) وهل هذا القصف هو ماسيحقق {الديموقراطية ويحارب الصفوية} كما تقول، (7) وهل نسبية المواقف تحملك أن تصطف مع {الإخوان المسلمين والقاعدة وداعش والقوات الغربية} في {نفس الزمان والمكان ولنفس الإتجاه يوم بيوم}، في الهجوم على النظام {المستبد} وتجريمه لتحقق الديموقراطية، (8) وهل هذه حقاً ستحارب لك {المد الصفوي} كما تقول، (9) وهل إسقاط النظام المستبد في {ليبيا، او سوريا} بمعية التدخل الغربي والقصف الخارجي والتحالف الدولي سيحقق لك {الديموقراطية ويحارب الإستبداد حسبما تقول ويقول الناتو أيضا} حتى تكون معه بشكل متوازي في {نفس الخندق وفي نفس الجبهة في نفس اللحظة خطوة بخطوة} دون أن تلتفت له، بل وتعتبر محاربة النظام مقدم على محاربة هذا {التحالف وهذا التدخل الخارجي}، (10) وكيف ومنذ متى أصبحت {الرياض والدوحة ودبي} عند القوميين العرب أفضل من {دمشق وطرابلس وصنعاء} وأقرب منها {تاريخ القوميين العرب لا يقول ذلك حتى واننا نقدر كل العواصم العربية ولا فرق عندنا بينهم}، (11) وهل نسبية المواقف تحملك أن تكون مع {أنظمة إنعدام الديموقراطية في الخليج العربي} لتحارب بحجة إنعدام الديموقراطية في {ليبيا واليمن وسوريا}، واياً من الإستبدادين أولى بالمحاربة، (12) وماهو معيار التقييم الذي إعتمده القوميون العرب في التفريق بين {وضع الديموقراطية في سوريا وليبيا واليمن} وبين وضعها في {المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات والأردن وبقية البلدان}، (13) وكيف إستطاع القوميون العرب أن يروا إن أنظمة {ليبيا وسوريا واليمن} مثلا اكثر جرماً وإنعدام للديموقراطية منها في {المملكة العربية السعودية وفي قطر مثلاً}، وهو مالم نعهد في اياً من أدبياتهم وتاريخهم السياسي ومؤتمراتهم وتصريحاتهم ومسيرتهم، (14) ألم يرى القوميون إن {انظمة إنعدام الديموقراطية المتحالف مع الغرب تاريخيا} تتحالف لإسقاط أنظمة {إنعدام الديموقراطية المعادية للغرب تاريخياً} كيف لنا أن ننحاز للأًولى ضد الثانية، بمعية الناتو والغرب والإمبريالية، في نفس الزمان والمكان، وكيف رأينا المفيد للامة في ذلك؟؟؟؟
(15) إيضاً كيف يكون {الإستبداد المعادي للغرب} او الذي لا يسير في فلكه اسواء من {الاستبداد المتحالف مع الغرب واللعبة الدولية} والذي يسير في فلكها، وأين تكمن منطقية الموقف وموضوعيته، وكيف يمكن فك اشتباك هنا، أم إن القوميون العرب صار لهم رأي أخر في موضوع {الديموقراطية والإستبداد والإمبريالية والتدخل الخارجي} في المنطقة العربية، (16) وكيف يمكن نشر الديموقراطية وتحقيقها وإسقاط هذا الإستبداد فيها بمعية {الحركات الإسلاموية من إخوان المسلمين وقاعدة وقسم الفتاوي في المخابرات السعودية} التي لعبت الدور الحاسم في المعارك منذ اول يوم للأحداث داخل هده البلدان وبوضوح جداً جداً، في نفس الوقت الذي يهاجم فيه رموز القوميين العرب تلك الأنظمة، وكانت مطرقتهم تعمل في نفس {الزمان والمكان} جنباً لجنب مع مطرقة {اللعبة الدولية والجماعات الإسلاموية} بانواعها،
إن سؤال {التوقيت والوسائل والموضوع واولوياته} مهما جداً هنا ومفصلي وحاسم، بل وصادم، وهو سؤال حقيقي يواجه التيار القومي عربياً، والذي يجب أن يمتلك الشجاعة الكافية لممارسة النقد، وإعمال {العقل النقدي}، ولا بد من إسقاط {وهم المصونية}، فلا أحد {مُصان} عن النقد أو السؤال، سوى كان فرداً رمزاً، او تنظيماً سياسياً، {إنه لابد من إسقاط وهم المصونية}، فللرموز التاريخية إحترامها وتقديرها ولها مكانتها، لكن كل هذا يحيلنا الى أحقية السؤال، والإستفهام، وضرورة سبر غور المواقف وتنقلاتها، وهي من {الديموقراطية} التي يجب أن يتحلى بها {التيار القومي} داخله وبين أفراده وتنظيماته، وعليه أن يمارسها داخله بالدرجة الأُولى قبل أن يمارسها ويدعو لها بمعية {المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والناتو والجماعات الاسلاموية} في {ليبيا وسوريا واليمن} .
ذلكم هو {السؤال المر الصادم} الواجب طرحه اليوم، وعلينا اليوم أن نسال أنفسنا، هل مايحدث لنا هو ظهور {القوميون الطائفيون} {القومية السنية}، ام { قوميوا المال} بعدما قد كنا شهدنا {القوميون القبليون}، و {القوميون المناطقيون}، إن سؤال البوصلة والموقف والزمان والمكان والوسيلة مبرر اليوم لأن المأمول من تيار {القومية والعروبة} يقول إنها موقف حكيم في {لحظة فارقة تعرف المكان والزمان والوسائل وتعرف ترتيب سلم الأولويات} جيداً جيداً، وتعرف السير على الخط الفاصل بين {أحقية دعم المطالب المحلية والمطالبة بالتغيير والديموقراطية}، و بين الوقوع في {شرك {الوظيفية السياسية ولعبتها والسير مع التدخل الخارجي في نفس الإتجاه} تلك الوظيفية التي تستثمر الواقع لتحقيق أهداف كبرى، عبر مؤسسات دولية ضخمة، قادرة على تثمير القيم السياسية ، وعناصرها في لحظة ما، ومكان ما، لتحقيق اهداف المشروع المراد للمنطقة.
إن سؤال {البوصلة} والموقف {المكان والزمان والوسيلة} لا يقلل من قيمة {الشخصيات} ولا من قيمة {التنظيمات}، فهي على كل حال تاريخياً تبقى ذات قيمة عاليا وموقف وتاريخ، وكفاح، ونضال، ومسيرة، في سبيل الأُمة ولهم جميعا كل التقدير والإحترام، لكن ثقل هذا السؤال في الحقيقة ناتج عن هذه {المكانة العالية والمتجذرة} في تاريخ أُمة العرب السياسي الحديث، ومشروع النهوض فيها، الذي قدم فيه القوميون التضحيات بالدم والعرق والمال، فهل ثمة حاجة ماسة للمراجعة والنقد واعادة بلورة الرؤية، الأمر الذي يحتاج لشجاعة للقيام به، وهو المطلوب من جيلنا الجديد من هذا التيار، بالإستفادة من المسيرة التاريخية وتجربتها العميقة الزاخرة والاستفادة من أخطائها، وما نرى من فقدان بوصلة.
والله من وراء القصد
= لمزيدا من التفاصيل انظر {1} مقالي {الربيع العربي والدولة القائدة، صراع اليمين واليسار في المنطقة العربية} على الشبكة العنكبوتية، وانظر {2} ندوتي حول {نقد مسيرة التيار القومي، بالنظر للتحديات التي يواجهها المغرب العربي وشمال افريقيا} على اليوتيوب، وانظر {3} ورقتي حول {دور الصحافة في الدول المستهدفة بالارهاب} على الشبكة الدولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.