كيف تعرف إنك ستنجح باختبار ما ؟ يقاس النّجاح يا سادتي بنسبة تحقيق الأهداف ، أي أنك تقيس نجاحك بنسبة ما حققته من أهداف وضعتها لنفسك مسبقاً ، وصممت طريقك لتصِلَ إلى أهدافك. أما إذا كانت أهدافك من تصميم شخصٍ آخر غيرك كما هو موجود وبكثرة في مجتمعنا الشرقي ، كأن يُصمم لك والداك أو أحدهما طريقك، وقمتَ بتحقيق هذه الأهداف فأنت لست بناجح، بالحقيقة أنت نجاح غيرك وتحقيق لأهداف سواك . يتحقق النّجاح بعد تحديد الأهداف؛ وبتصميم الطريق إلى هذه الغاية، فلا يمكن أن تصل إلى وجهتك وأنت قابعٌ في مكانك. وتصميم الطريق لتحقيق الغاية المنشودة ، وهو ما نسميه هُنا بالخطة ! وهدفك وخطتك طريق لك أن تُصبحَ ما تطمح، وأن تبلُغ مرامك، وأن تصِل إلى مراتبٍ لم يصلها سواك من القاعسين ، ليس لأنك ابن فلان، ولأن فلاناً قد فعل كذا، ولا لأن المجتمع يطلب هذا الشيء، بل لأنك عرفت ما تريد ، وقرّرتَ ما تُصبح، واخترت الطريق ، فوصلتَ لمبتغاك وحققت هدفك . أراد أحد الحكام أن يختار رجلاً ليستخدمه أميناً عل أموال الدولة وخزانتها ، أي وزيراً للمالية ، فأذاع بياناً يدعو فيه الراغبين في تولي هذه الوظيفة الى الحضور ، فحضر الى قصر الحاكم عدد كبير من الرجال ذوي الخبرة والوجاهة ، وكان من بينهم شاب فقير، وقد خالفه أبوه أن يفعل ، وإنها حماقة ومخاطرة ! فقال لوالده ، أنا أعرف ما أريد . فطلب من المتقدمين للوظيفة أن يجتازوا ممراً بالقصر قد ملاُ جوانبه بالمجوهرات النفيسة ، ففعلوا حتى وصلوا إلى صالة القصر ، فطلب منهم الوزير أن يرقصوا أمام الحاكم ، لأنه شرط لشغل هذه الوظيفة ، فوجم جميع المتقدمين ، ولم يرقص منهم أحد ، إلا واحداً ، وهو صاحبنا الشاب الفقير، إذ رقص بثقة وخفة وبثياب متواضعة، والحاكم يحدق به مبتسماً ، فترجل من عرشه حتى وصل إليه ، وقال : أنت لها يا بنيّ ، فأنت الناجح الوحيد ، وأنت وزير الخزانة الكفؤ، أما هؤلاء المنافقين والمتملقين ، فقد ملأوا جيوبهم بالجواهر، وسنحاكمهم ، فسأله : كيف أصبحت هكذا ؟ ، فقال : وعدت نفسي وأبي أن أنجح ، ولدي هدف وخطة ، وأعرف ما أريد ، فنفذت ونجحت بإذن الله .