أشرف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة السيد أنيس برو،اليوم الثلاثاء بالرباط ، على إطلاق البرنامج الإقليمي لتعزيز صحة وعافية المهاجرين بمصر وليبيا والمغرب وتونس واليمن، وهو البرنامج الذي يروم دعم حكومات هذه البلدان في تدبير الهجرة مع التركيز أساسا على النهوض بصحة المهاجرين. ويتمحور هذا البرنامج ، المنظم بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة وبدعم مالي من وزارة الشؤون الخارجية الفلندية ، بالخصوص حول تقديم المساعدة للسلطات المحلية من أجل تلبية أنجع لحاجيات المهاجرين على مستوى الخدمات الصحية وتعزيز قدرات المنشآت الصحية العمومية والخاصة، وذلك بهدف تحسين الخدمات الطبية وتقاسم المعلومات بشأن سلة العلاجات الطبية المتاحة وقضايا أخرى تهم هذه الفئة، فضلا عن دعم الحكومات وفعاليات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال من أجل الارتقاء بدعم الأشخاص في وضعية هشة (ضحايا الاتجار بالبشر والنساء المهاجرات والأمهات العازبات والأطفال المهاجرين غير المرفقين). وفي كلمة بالمناسبة ، أكد السيد برو، أن تقديم المساعدة الطبية والإنسانية للمهاجرين تقع في صلب انشغالات الوزارة، التي اعتمدت إجراءا للمساعدة الإنسانية بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، فضلا عن مشاريع لمنظمات غير حكومية استفادت من دعم مالي من الدولة من أجل تقديم المساعدة الطبية والدعم النفسي وخدمات اجتماعية للمهاجرين واللاجئين بعدة مناطق في المملكة. وأضاف أن الوزارة اتخذت وبتعاون وثيق مع وزارة الصحة، عدة إجراءات تهدف إلى ضمان ولوج المهاجرين واللاجئين لمختلف الخدمات الصحية، والاستفادة من برامج صحة المتاحة بالمؤسسات الصحية بالمغرب . وأبرز الوزير أن المغرب حقق إنجازات مهمة في مجال توفير التغطية الصحية للمهاجرين عقب التوقيع يوم 26 أكتوبر الماضي على اتفاقية تخول للمهاجرين وللاجئين تغطية طبية أساسية وتسمح لهم بالولوج لعلاجات مماثلة لتلك التي يقدمها نظام المساعدة الطبية (راميد)، مذكرا بتوقيع اتفاقية إطار مع الهلال الأحمر المغربي من أجل توفير المساعدة الطبية والاجتماعية لفائدة نحو 13 ألف مهاجر في الجهات التي تعرف تمركز قويا للمهاجرين. من جانبه، قال مدير مديرية الأوبئة التابعة لوزارة الصحة السيد عبد الرحمان معروفي إن الوزارة قامت بتطوير مخطط يهم الوقاية والتكفل بالمصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) الموجه للمهاجرين الذين لم تتم تسوية وضعيتهم بعد ، وذلك بشراكة مع الصندوق العالمي لمكافحة السيدا وبرنامج الأممالمتحدة الموحد لمحاربة السيدا . وأوضح انه استفاد ، في إطار هذا المخطط ، نحو 12 ألف مهاجر غير شرعي من فحوصات مجانية للكشف عن فيروس السيدا، كما استفادوا من خدمات التشخيص والتكفل بمرض الملاريا والسل والأمراض المتنقلة جنسيا، مجددا التأكيد على التزام وزارة الصحة بالمساهمة في تحسين ظروف عيش المهاجرين بالمغرب وتحسين ولوجهم لمختلف الخدمات والعلاجات والبرامج الصحية . من جهتها، أوضحت آنا فونسيكا رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب أن البرنامج الإقليمي لتعزيز صحة المهاجرين يأتي في سياق اعتماد المغرب لسياسة جديدة في مجال الهجرة، والتي تنبني على استراتيجية تروم إدماج المهاجرين ، مشيرة إلى أن المغرب، الذي يشهد تدفقا قويا للمهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء ومن بلدان آسيوية أخرى، لم يعد بلد مرور فقط بل أضحى بلد استقبال للمهاجرين . وأبرزت السيدة فونيسكا أن هذا البرنامج سيضمن استدامة حماية المهاجرين بالمغرب من خلال انخراط شركاء وطنيين للاستجابة بشكل فعال لحاجيات المهاجرين في وضعية هشة، والاعتماد على مختلف البرامج التي وضعتها المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب ومن بينها تلك التي تم إنجازها بتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج والمتعلقة بإدماج الهجرة في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية.