أكد مختار بن حيدرة، الأستاذ الجامعي ورئيس الفيدرالية العالمية لأصدقاء الصحراء المغربية، أن دينامية التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، ليست مجرد صدفة، بل هي ثمرة لزخم مشاريع مهمة في إحداث المقاولات ومناصب الشغل تحظى بمواكبة استراتيجية ومالية مستمرة. وقال بن حيدرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء، إنه في أفق الحكم الذاتي الموسع، سيتم دعم المبادرات المحلية وتعزيز الكفاءات الصحراوية المتميزة وإطلاق تنمية بشرية لا مثيل لها. وأبرز إن المغرب، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، يسلك السبل ويرصد الإمكانيات لتحقيق تنمية مستدامة في المناطق الصحراوية، مؤكدا الوقع الكبير والملحوظ الذي سيكون للجهوية المتقدمة على تطوير الجماعات المحلية الصحراوية. وفي هذا الصدد، استعرض الأكاديمي الايفواري، الملم بملف الصحراء المغربية، سلسلة من الأحداث التاريخية التي ميزت تطور هذا الملف، والتي تشكل أساسا لشرعية مغربية الصحراء. وهي الشرعية التي ما فتئت تتعزز من خلال المشاركة القوية للساكنة المحلية في مختلف المحطات الانتخابية التي كرست وحدة المملكة. وأشار في هذا الصدد إلى أنه، ومن خلال إقبالهم المكثف على الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 80 في المائة على مستوى المنطقة، يؤكد سكان الأقاليم الجنوبية التزامهم لفائدة مغربيتهم، وانخراطهم في سياسة الجهوية المتقدمة التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما تجسد مشاركة القوية لمواطني الأقاليم الجنوبية للمملكة في هذه الانتخابات، يضيف بن حيدرة، تعبؤ الساكنة ودعمها لمبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتخذة لفائدتهم، وتؤكد التزامهم التام بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والحفاظ عليها. وذكر بن حيدرة في هذا الصدد بالخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ليوم 31 يوليوز المنصرم الذي أعلن فيه جلالته عن تفعيل الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، مبرزا دعوة جلالة الملك، مجددا، إلى اليقظة والتعبئة للتصدي لمناورات الخصوم ولأي تحريف لمسار التسوية الأممي. وأبرز أن "زخم الجهوية، كما وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يشكل بالملموس دلالة قوية للتنمية المحلية التي تقوم على ضرورة انخراط الساكنة في اتخاذ المبادرات الرامية إلى تحقيق تطورها الذاتي على المستوى السوسيو-سياسي والثقافي والاقتصادي". وأضاف أن "تفعيل هذه المقاربة التشاركية لا يمكن إلا أن يدعم الورش الكبير الذي أطلقته المملكة لتعزيز التنمية والتحديث في كافة أنحاء التراب الوطني"، مشيرا إلى أن هذه الدينامية سوف تسفر، من دون أدنى شك، عن تشجيع روح المقاولة لدى السكان باعتبارهم فاعلين رئيسيين في مسلسل التنمية. وحسب رئيس الفيدرالية العالمية لأصدقاء الصحراء المغربية ، فإن سكان الأقاليم الجنوبية واعون بأهمية الجهوية المتقدمة التي تضع بين أيديهم مفاتيح السلطة وتمكينهم من تدبير شؤونهم بأنفسهم كما هو الشأن بالنسبة للجهات الأخرى بالمملكة. ولم يفت بن حيدرة أن يعبر عن إعجابه "بالمستوى الهائل للتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة سواء على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي أو على المستوى الصناعي"، مشيرا إلى أن الاستثمارات المنجزة بها كان لها وقع إيجابي على المعيش اليومي للساكنة التي لا يمكن إلا أن تكون ممتنة لإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تبويء هذا الجزء من المغرب مكانة رفيعة مثلما هو الشأن بالنسبة لباقي ربوع المملكة. وأشار إلى أن مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، التي تشكل إطارا متقدم جدا للامركزية، توفر الظروف الملائمة لعيش أفضل للساكنة المحلية، ونادرا ما يوجد مثلها في كافة أنحاء القارة الإفريقية. وخلص بن حيدرة إلى تجديد تعبئة الفدرالية المتواصلة لدعم مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإحباط أي محاولة للمس بالوحدة الترابية للمملكة، معربا عن سعيه إلى إحداث فروع للفدرالية في جميع أنحاء العالم .