قال الباحث المتخصص في الشؤون الصحراوية ، الأكاديمي عبد الفتاح الفاتحي، إن المشاركة السياسية لساكنة الصحراء لم تعد بداعي الانتماء إلى قبيلة المرشح وإنما بدافع الانتماء إلى الحزب أو الاطمئنان إلى أولويات برنامجه الانتخابي، مشيرا إلى أن هذه المؤشرات تؤكد بأن سكان الصحراء مؤمنون بنجاعة التوجه نحو بناء دولة المؤسسات التي تعلو فيها سلطة القانون. وأوضح السيد الفاتحي، في حديث أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن بوادر المشاركة والانخراط الواسع في الانتخابات الجهوية والجماعية ل 4 شتنبر الجاري لدى أبناء أقاليم الجنوب المغربي، يعكس مدى قناعتهم بالتوجه نحو المستقبل والإيمان بأهمية التطور وفق ما تقضيه الحاجة المجتمعية من تغليب المصلحة العامة، وتدبير الطموحات الذاتية وفق آليات قانونية. وأضاف أن أجواء انطلاق التنافس الانتخابي وفق ضوابط وإجراءات قانونية يؤكد على نجاح أبناء الأقاليم الجنوبية في تمرين الممارسة الديمقراطية والإيمان بأهمية الاحتكام إلى مبادئها لتدبير شؤونهم اليومية. وأكد الباحث أنه على الرغم من حالة الانكسار الأمني والاقتصادي الذي تعيشه بعض الدول المجاورة للمملكة فإن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب الأخير، رسم خطا تصاعديا نحو المستقبل من خلال الدعوة للسير قدما لتطبيق الجهوية المتقدمة يكون نموذجها في جهات الصحراء. وشدد على أن تحقيق هذا الرهان بات اليوم ممكن جدا بالاندماج السياسي الذي أبداه سكان جهات الصحراء خلال مناسبات انتخابية سابقة سمحت ببروز نخب قادرة على تسيير جماعاتهم وفق خصوصيات المنطقة. إن قراءة في المشهد السياسي وتفاعلاته اليوم بالأقاليم الجنوبية للمملكة، يضيف السيد الفاتحي، يعزز ثقة سكان الصحراء في الانخراط في سيرورة التنافس الانتخابي طبقا لضوابط وإجراءات قانونية تضمن التنافس النزيه، وهذا " ما نلمسه اليوم من خلال الانخراط الفعلي في الأحزاب السياسية الوطنية والاشتغال طبقا لقوانينها الداخلية وإيديولوجياتها حيث توجد تمثيلية مختلف الأحزاب بمدن وأقاليم الجنوب". وأكد الخبير في الشؤون الصحراوية، أن " حالة الاطمئنان في المناخ السياسي المدني في الصحراء باد بشكل وثيق ونحن نتابع أجواء التحضير للاستحقاق الانتخابي الحالي بكثير من المسؤولية والتزام الحياد والتوافق على ظروف التنافس السياسي الشفاف، وهو أمر يتعزز من خلال حالة الالتفاف حول البرنامج الانتخابي بدلا عن الولاء القبلي". وشدد على أن التسجيل المكثف في قوائم الأحزاب السياسية يؤكد بالواضح الانخراط الفاعل لأبناء أقاليم الجنوبية في تدبير شؤونهم المحلية ومواكبة السياسات العمومية ، وهو ما يقطع الطريق على مؤامرات أعداء الوحدة الترابية للمملكة .