أصيلة/7 غشت 2015 /ومع/ قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، السيد محمد بن عيسى، إن "الاستفادة من النموذج المغربي ممكنة كإطار مرجعي للإصلاح السلمي التوافقي"، مضيفا أنه ب"تظافر (هذا النموذج) مع نماذج أخرى، فإن المجتمعات العربية المنخرطة في الإصلاح، ستكتسب مناعة وقوة على مواجهة ما يتهددها من أخطار لتكون بدل أن لا تكون". وأضاف السيد بن عيسى، أمس بأصيلة خلال افتتاح ندوة "العرب.. أن نكون أو لا نكون"، التي تعد خاتمة ندوات يتم تنظيمها ضمن أنشطة جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في نسختها الثلاثين، أن "المغرب بات، وبدون مبالغة، يشكل الاستثناء العربي، وهي صفة يمكن لأي بلد أن يحوزها وفق نسقه التاريخي وبنيانه الاجتماعي". وأكد أن "جلالة الملك محمد السادس أصغى إلى جوهر الرسالة التي رفعها "الحراك أو الربيع العربي""، رغم أن "ما وصل منه في المغرب مجرد أصداء وظلال، مóزيóøتõها أنها أتاحت لعاهل البلاد إخراج أجندته للإصلاحات الكبرى، فمضى قدما وبسرعة في تنفيذها بشجاعة وإقدام، إيمانا من جلالته أن واقع البلاد، بالحراك أو بدونه، يتطلب تلك الوثبة". وذكر السيد محمد بن عيسى بأن "تطورات وأحداثا جساما ألقت بكابوسها الثقيل على أجزاء من الوطن العربي، وأوجدت أجواء اختلطت فيها المأساة بالملهاة... دول تتفكك، وأخرى على لائحة الانتظار، حروب أهلية غير مسبوقة في ضراوتها وعنفها وعبثيتها، ولا أحد يعرف كيف يوقف الإعصار المدمر". وأضاف أمين عام المؤسسة، المنظمة لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي بلغ هذه السنة دورته 37 ، أن "الإرهاب فتح الأبواب للتدخلات الخارجية وضاعف شهية الأطماع الأجنبية، فالتقت مآربها على محو الكينونة العربية، وفي أخف السيناريوهات تفتيتها إلى جزيئات متناثرة، متباعدة متحاربة". واعتبر السيد محمد بن عيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلة، أنه "لم نعد نواجه احتمال عالم عربي جديد، وإنما اندثار الاسم والمسمى، وقيام دويلات منكفئة على نفسها، رهينة وتابعة للقوى النافذة". وقال إن هذه النبرة التي ترسم قتامة الوضع العربي "يجب أن لا تõغيøب عن أذهاننا نزعة التفاؤل، بأن العرب، كمجموعة ذات إمكانيات هائلة، وطاقات متجددة وموقع استراتيجي حيوي، بتكاملها وتعددها الثقافي واللغوي والقومي، قادرة على قهر التحديات، إذا ما راهنت على تقوية المشترك في ما بينها وهجرت المختلف". وأضاف السيد بن عيسى أن "كل قطر عربي مؤهل لأن يؤسس نموذج تطوره التنموي المستقل، في تكامل وتعاضد مع المكونات الأخرى"، معربا عن اعتقاده بأن "هذا الرأي متقاسم ومتداول بين النخب العربية، منذ عقود، دون أن يجد حتى الآن من يدفع به بقوة ليصل إلى طور التنفيذ العقلاني". وخلص السيد بن عيسى إلى أن المطلوب في هذه الندوة هو وضع "مقاربات مستقبلية تستشرف خطورة ما هو آت، وتستعد له لدرء أضراره"، و"ليس التباكي وتبادل اللوم وتحميل الأجنبي تبعات أخطائنا، فذلك أسلوب عتيق هو الذي آل بالعالم العربي إلى ما هو عليه". يذكر بأن برنامج موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته 37 ، والذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، سيتواصل إلى غاية تاسع غشت الجاري.