أوضح محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، التي تنظم الدورة الحالية (37) لموسم أصيلة الثقافي الدولي (24 يوليوز 9 غشت)، أن هذه الندوة مهداة لروح فقيد الإعلام، محمد العربي المساري، الذي رحل إلى دار البقاء، استحضارا "لأبحاثه المميزة وإسهاماته العميقة". وأضاف أن "فقيد المغرب والصحافة العربية"، الذي سبق أن شارك في ندوة بأصيلة عن "الإعلام في أفق القرن 21" بعرض عن "إشكالية تدارك الفجوة الرقمية"، كان "من خيرة الباحثين والممارسين في الحقل الإعلامي، طيلة أكثر من نصف قرن، وهو صاحب رؤى مجددة مستقبلية، ارتادت آفاق الإعلام الرحبة". وأفاد السيد بن عيسى، رئيس المجلس البلدي لأصيلة، بأن السؤال خلال الندوة الحالية سيتركز على "قدرة الإعلام العربي التقليدي أو الانتقالي، إذا جاز التعبير، على اللحاق ومواكبة ركب الثورة الرقمية". وأضاف بن عيسى أن "هذه الندوة بمثابة إزاحة ستار رمزي عن التطورات الهائلة الحاصلة على مدى الأيام في حقل الإعلام في الوطن العربي، في الظروف القلقة التي تمر بها الأمر العربية، حيث يوظف الإعلام توظيفا مغايرا لا يستقر على حال". أما وزير الإعلام الكويتي ، الشيخ سلمان الصباح السالم الحمود الصباح، فدعا إلى ضرورة مواكبة عصر الرقمنة لتفعيل دور الإعلام الوطني والقومي في تحقيق عملية حوار إنساني خلاق، لبناء التنمية المعرفية الداعمة لاستقرار الدول والشعوب. وأضاف الوزير الكويتي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن وجود ما بين 50 و65 في المائة ممن يستخدمون شبكة الأنترنيت، يبحثون عن الأخبار، (55 في المائة منهم من الشباب)، يلقي بالمسؤولية على الإعلام العربي للعمل على استثمار هذا الاهتمام الشبابي بالإعلام الرقمي لاستقطابه وطرح اهتماماته وآماله وطموحاته. أما السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، فقد دعا إلى تجاوز النظرة المتوجسة والمرتابة من إعلام رقمي ينمو ويتعزز، وإلى مراجعة النموذج التفسيري الذي نفكر من خلاله في هذه الظاهرة. وأكد الخلفي أن الإعلام الورقي عصي على التجاوز حسب أحدث الدراسات، موضحا أن الإعلام الرقمي يكمل الإعلام الورقي وكذا السمعي البصري والشبكات الاجتماعية ومحركات البحث. وشدد الوزير على أن القوة الدافعة للإعلام الرقمي هو الشباب، وأن التحدي الأساس هو التعامل مع هذا الشباب، مشيرا إلى أن الإعلام الرقمي أنهى مرحلة الاعتدال والوسطية وبدأ مرحلة التطرف، وهو كشاف لقصور السياسات. وحدد فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في مدينة الرياض السعودية، الذي أسهم في تنظيم الندوة، مميزات الإعلام الرقمي، في السرعة والآنية والتفاعلية. وأشار الحارثي إلى أن "الربيع العربي، بغض النظر عن الموقف منه، هو صناعة للإعلام الرقمي بامتياز"، وأنه من خلال الإعلام الرقمي انتقل العالم "من إعلام السلطة إلى سلطة الإعلام". يذكر بأن الجلسة الأولى، التي أدارها الأكاديمي سعيد يقطين، بحثت موقع الإعلام العربي من التحولات الجديدة في بيئة الإعلام الرقمي ومدى تمكن الإعلاميين العرب من مسايرة تلك التحولات التقنية في جوانبها المختلفة.