قال المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، نبيل الدغوغي، اليوم الأربعاء في مدريد، إن الجغرافيا والتاريخ يقدمان للمغرب وإسبانيا، البلدان اللذان يتقاسمان تراثا ثقافيا ومصالح مشتركة، فرصة "بناء شراكة رائدة". وأوضح السيد الدغوغي، خلال ندوة حول "مستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا"، نظمها بمجلس النواب الإسباني نادي أصدقاء المغرب في إسبانيا وجامعة الملك خوان كارلوس، أن علاقات التعاون بين البلدين "ممتازة" وتشمل جميع القطاعات، من مكافحة الإرهاب إلى التعاون الاقتصادي والمالي مرورا بالتبادلات البشرية والثقافية. وأضاف المسؤول المغربي أن الروابط بين المغرب وإسبانيا تتميز، كذلك، بتطوير حوار دائم ومنفتح على كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن هذه الميزة مكنت البلدين من إقامة شبكة للمصالح أكثر أهمية، وثقة أكثر متانة. وأشار إلى أن إسبانيا والمغرب يتوفران على جميع المزايا والإمكانات لبناء اقتصاد ذو حدين يرتكز على الجذب المشترك، والتنافسية المتقاسمة وآليات التقارب، معتبرا أنهما مدعوان للتعامل سويا مع العديد من التحديات كالنمو الاقتصادي، وتشغيل الشباب، وخلق الثروة، والتضامن البيجهوي، والتماسك الترابي، والأمن الطاقي. وخلص إلى أنه يتعين أن يتمحور التقارب بين المغرب وإسبانيا على "بنية تحتية بشرية" مثل التوأمة بين المدن، وحركية الطلبة، و"نموذج أكثر طموحا" للتعاون اللامركزي، في وقت انخرط فيه المغرب في وضع جهوية متقدمة. من جهته، أكد الأستاذ الجامعي المغربي محمد الظاهري من جامعة كومبلوتنس بمدريد، أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تمر ب"لحظة جيدة جدا" بفضل رغبة البلدين في المضي قدما في تعاونهما الثنائي. وأبرز الظاهري، خلال مائدة مستديرة حول العلاقات المغربية الإسبانية، التقدم الذي يميز العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، مما أتاح لإسبانيا أن تصبح أكبر شريك تجاري للمغرب في سنة 2012. وحث الجامعي المغربي على بذل مزيد من الجهد للتوطيد الاجتماعي والإنساني بين البلدين لما فيه صالح المجتمعين المدنيين، داعيا إلى تعزيز "الدبلوماسية الثقافية والعلمية" لمحاربة الصور النمطية والأحكام المسبقة التي تروج بإسبانيا حول المغرب. وفي سياق متصل، شدد أنطونيو لوبيز، الخبير في العلاقات الدولية في الاتحاد العام للعمال، على أهمية تطوير العلاقات بين المجتمعين المدنيين الإسباني والمغربي لتعزيز الصورة الحقيقية وواقع التقدم "الهام" الذي تحقق بالمملكة. وأوضح أن وضع وتنفيذ مشاريع ومبادرات مشتركة للتعريف بجهود التنمية والتحديث التي بذلها المغرب أمر مهم في بناء علاقة متوازنة بين البلدين. من جهته، قال بيدرو كاناليس، مراسل صحفي سابق بالمغرب، إن المغرب يتمتع بالاستقرار السياسي والمؤسساتي الذي يسمح له بأن يضطلع بدور مهم في الفضاء المتوسطي، مضيفا أن مستقبل العلاقات بين المغرب وإسبانيا سيكون "واعدا" بالنظر لتقارب وجهات النظر ووضع استراتيجيات قطاعية مشتركة. وتميزت هذه الندوة حول التقدم المحرز في المغرب، التي نظمت بتعاون مع جمعية النواب الإسبان السابقين، بعقد لقاءات حول النمو الاقتصادي بالمملكة، ودستور 2011، ومستقبل العلاقات المغربية الإسبانية. ورامت الندوة، التي نظمت على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة شخصيات إسبانية ومغربية مرموقة، التعريف بالواقع الجديد للمملكة، وتطور البلاد على المستويين الاقتصادي والسياسي.