أكد كاتب الدولة الإسباني المكلف بالتعاون الدولي خيسوس غراسيا، يوم الاثنين بالرباط، أن العلاقات المغربية الإسبانية ازدادت عمقا ومتانة بفضل الشراكة الاقتصادية «القوية والمتنوعة» التي تربط البلدين الصديقين. وأبرز غراسيا، خلال لقاء صحفي عقب محادثات أجراها مع الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني، أن المملكتين المتقاربتين جدا من الناحيتين الجغرافية والثقافية، وباعتبار علاقات الصداقة العميقة التي تجمع بين شعبيهما، تربطهما «شراكة اقتصادية قوية جدا» إذ يعد المغرب أحد الشركاء الرئيسيين لإسبانيا في العالم، والشريك الأول لها على صعيد إفريقيا. وأبرز المسؤول الاسباني أن الأهمية التي توليها إسبانيا للتعاون مع المغرب تجسدت خلال السنوات الأخيرة بإنجاز مشاريع كبرى في مجالات الحكامة الديمقراطية، والصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وحماية الطفولة. وأضاف أن الأمر يتعلق بالارتكاز على «العلاقات الانسيابية» بين البلدين والإطار الاقتصادي الجيد الذي يحكم شراكتهما، بهدف تعزيز وجود المقاولات الإسبانية في المغرب وتطوير الاستثمارات في مجالات الفلاحة والطاقة والبناء والأشغال العمومية . وقال غراسيا إن المجتمعين المدني المغربي والاسباني مدعوان للاضطلاع بدور فاعل في عملية التقارب بين المملكتين، من خلال لجنة ابن رشد التي تعمل من أجل تطوير علاقات الصداقة بين الشعبين، مذكرا بأن إحياء هذه اللجنة شكل إحدى توصيات الاجتماع رفيع المستوى الأخير بين المغرب وإسبانيا. وجدد كاتب الدولة الإسباني تأكيد عزم بلاده على مواكبة المغرب في مساره التنموي، مشددا على أن البلدين يبحثان حاليا سبل تعزيز تعاونهما بغية جعله أكثر إفادة وأكثر استجابة لحاجيات السكان المعنيين. وقال «نعتز بالأوراش العديدة التي انطلقت مؤخرا في إطار التعاون الثنائي. ولدينا ثقة كاملة في المغرب ونحن مصممون على المضي قدما في تعاوننا». ومن جانبه، أكد العمراني أن هذا اللقاء شكل فرصة سانحة لمناقشة سبل تعزيز شبكة المدارس الإسبانية بالمغرب، والنهوض بتدريس اللغة الاسبانية التي تحظى بإقبال متزايد من قبل المغاربة. وأضاف أن المباحثات تناولت الدور الذي يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية الإسبانية والمغربية، بما يخدم العلاقات الثنائية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بكلا البلدين، معربا عن اعتقاده بأنه بات من الضروري تكثيف المبادلات بين الجانبين، وذلك في أفق جعلها «رافعة لتنمية العلاقات المغربية الإسبانية».