بدل أفلام ترثي واقعنا التربوي المر و المتقاعس و تقدم بدائل و حلول لمعوقاته و معضلاته أو أفلام فصيحة عن حضارتنا المجيدة بالأندلس تعيد لمدينة الزهراء أحاديث و أشجان ولادة و ابن زيدون و تاريخها المجيد أو أفلام عن بني الأحمر بغرناطة و الذين قاوموا الأيبيريين أزيد من قرنين بعد انهيار صرح الأندلس المجيد و بدل انتاج أفلام أو برامج للنقاش التاريخي عن يوسف بن تاشفين أو المهدي بن تومرت أو أحمد المنصور الذهبي أو معركة واد المخازن أو الأرك أو المولى الشريف بن علي و جهاده في توحيد المغرب تزرع حس الوطنية و تكون مرآة لتاريخنا و هويتنا الاسلامية العربية العريقة و الضاربة في أعماق جذور عصر الازدهار و النخوة ,ها نحن نفاجأ في عصر انحطاط النخوة و الغيرة على الأصول بمشاهد تُدْمي القلب و تُبْكِي الصخور المشدوهة ألما و كآبة على قنوات تمناها الشعب المغربي وطنية و هوياتية تكرس همومنا و غيرتنا , لكنها تجاسرت على قلوبنا و هاجرت نحو الغرب مهزومة و جالبة حمولة مشاهد خلاعة و أفكار هدامة للثوابت الوطنية و مبينة عجزها القاتم عن إنتاج برامج ذات فائدة , و الغريب في الأمر أنها ممولة من جيوب المواطنين البسطاء , فمتى يستفيق المواطن المغربي من سباته العميق و يعلن رفضه التام لتمويل العهر و البذاءة المستشرية في منابر تصلح قنوات للصرف الصحي ؟؟؟ إن التجاسر على لغة الضاد بالمغرب لن يزيد القناة الثانية و لوبيها المعروف إلا انعزالا و خسرانا مبينا لأنها تؤكد يوما بعد يوم أنها لا تعد بوقا باليا للفرونكفونيين و الحانقين على العربية و التي يزداد إشعاعها و تألقها رويدا رويدا , و لوعي الشباب الغيور على سنم الضاد بالذي يُحْبَكُ من وراء الستار و رغم أنوفهم ستبلغ المرتبة التي بوأها الله عز و جل في دينه السمح و الحياة الدنيا و ستقصم ظهر الفرنسية الاستعمارية عاجلا غير اجل و تصبح اللغة الثانية عالميا بعد الانجليزية في الاستعمال و التداول بشهادة خبراء و محللين. ( بالنظر لكون معتنقي الاسلام يزيدون عن مليار و نصف) إن المتابع لمختلف البرامج المستحدثة أخيرا في القناة الثانية( كمهزلة الخواسر) ليدرك أتم الادراك أنها تشن حربا بلا هوادة على اللغة العربية الفصيحة سرا و بشكل غير مباشر,عبر ما تبثه من سموم و ما تدعمه من دعوات لاستعمال الدارجة في مناهج التعليم احتقارا لجهود كافة علماء المغرب و مثقفيه و مؤلفاتهم القيمة في مختلف المجالات من شعر و قصة و فلسفة و دين... منذ دخول الضاد للمغرب الأقصى في القرن السابع الميلادي عبر القبائل العربية المسلمة و المتآخية مع الأمازيغ الأبرار, و لكن عن أي دارجة تتحدث؟؟ فهناك المراكشية و الكزاوية و الجبلية و الفاسية و السرغينية و الدكالية و الشيظمية و الحسانية و هلم جر.. و لاشك أن لكل لهجة مفردات مغايرة للهجة الأخرى فكمثال: نطق القاف "ڭاف, هناك من يقول: //سير تقعد//تبرك – بالقاف-سير تكgعد بالgاف// سير تgلس// بقرة –القاف همزة//أو قاف//أو gاف..راه قاد براسو بالقاف//راه ڭاد براسو//..،"فوڭ// فوق طريڭ//طريق.. الخ و لن أفصل كثيرا فيما يخص الاختلافات العميقة فيما يخص الدارجة بالمغرب لكن تبيانا فقط لاستحالة اعتمادها كلغة للتدريس.