أعادت وفاة السجين عبد الناجي الرصاف، عصر الجمعة الماضي، مسلسل الوفيات الغامضة إلى واجهة الأحداث بمدينة خريبكة، وذلك بعد رفض عائلة السجين لفرضية انتحار ابنها الذي كان يقضي عقوبة سجنية مدتها 3 سنوات بتهم اعتبرها والد النزيل بالمجحفة ولا أساس لها من الصحة. وفي الوقت الذي لم تشر فيه رسالة إدارة السجن المحلي بخريبكة لأسباب الوفاة و ظروفها وملابساتها، وجهت عائلة السجين أصابع الإتهام لموظفين بالسجن بتعذيب أبنها البالغ من العمر 37 سنة ويعاني من اضطراب عقلي ما أفضى إلى وفاته. وقال صالح الرصاف، والد السجين، في تصريح لأخبارنا المغربية إن موظفين بالسجن عذبوا ابنه بطريقة وحشية بعدما تناوبوا على ضربه مستغلين مرضه العقلي، ما أدى إلى إصابته على مستوى الرأس بجروح خطيرة. وأضاف صالح الرصاف، أنه جثة ابنه يظهر عليها آثار التعذيب والضرب بدليل وجود دماء على مستوى الرأس والفم والوجه، مستبعدا فرضية إقدام ابنه على الانتحار. واستنكرت العائلة وضع ابنها المختل عقليا مع السجناء المعافين، عوض وضعه بمصحة السجن و مده بالأدوية الخاصة بحالته. وفي الوقت الذي أشارت فيه رسالة غدارة السجن الموجهة لعائلة الفقيد أنه توفي بالمستشفى الإقليمي بخريبكة، نفى مندوب وزارة الصحة بخريبكة الخبر جملة وتفصيلا، مؤكدا أن السجين وصل جثة هامدة للمستشفى. وطالبت عائلة الفقيد بفتح تحقيق قضائي نزيه في النازلة، رافضة تسلم جثمان الابن لدفنه قبل معاقبة الجناة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان بالسجن المحلي بخريبكة. و تجدر الإشارة إلى أن سجن خريبكة المحلي يعرف موجة احتقان كبيرة، من خلال حالات الإضراب عن الطعام التي أعلنها مجموعة من السجناء، و إقدام ما يزيد عن 10 سجناء في الآونة الأخيرة على إخاطة أفواههم وعيونهم احتجاجا على ما أسموه غياب أبسط الحقوق وتعرضهم للتعذيب و التعسفات من طرف الموظفين والإدارة.