فارق أحد نزلاء سجن علي مومن بمدينة سطات الحياة نهاية الأسبوع الماضي، جراء مضاعفات صحية نجمت عن دخوله في إضراب عن الطعام استمر لخمسة أيام، خاضه السجين احتجاجا على أوضاع اعتقاله. ونقل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان إفادة لوالدة السجين عماد بولود، أكدت فيها أن ابنها دخل في إضراب عن الطعام، بعدما تعرض لسرقة «كورميط ذهب» من أغراضه، تعامل معها حراس السجن بعدم المبالاة. وأضافت الأم أن الحالة الصحية لابنها البالغ من العمر قيد حياته 28 عاما، تدهورت بشكل سريع، وطالب بعد يومين من دخوله الإضراب بحمله إلى المستشفى، وأمام تجاهل الحراس كان يقوم بضرب رأسه بقضبان الزنزانة، لكن الوضع استمر على حاله لثلاثة أيام أخرى. وبعد دخول السجين مرحلة الخطر، حمل إلى مصحة السجن، حيث حقنه أحد الموظفين بحقنتين زادتا من تدهور حالته الصحية، علما أن الموظف ليس لديه أي اختصاص في المجال الطبي، قبل أن ينقل إلى المستشفى خارج السجن، حيث فارق الحياة مساء السبت الماضي، علما أنه لم يتبق من مدة عقوبته البالغة عشرة أشهر سوى 28 يوما. من جانبه، قدم خال السجين المتوفى رواية ثانية لوفاته، اعتمادا على روايات عدد من السجناء وحارس المشرحة، أكدوا خلالها أن «عماد» توفي داخل السجن ونقل إلى المستشفى جثة هامدة، وأنه تعرض للتعذيب أو «التسميم» داخل السجن، في حين رفضت المشرحة تقديم التقرير الطبي لعائلته. ونفى خال الهالك أن يكون هذا الأخير مصابا بداء السكري، كما أوردت إدارة السجن في تعليلها للوفاة، وقال إنه كان يتمتع بصحة جيدة ويمارس الرياضة باستمرار، ولم يشك يوما من أي مرض مزمن، ورجح فرضية تعرضه لاعتداء أودى بحياته. وكان السجين يقيم، قيد حياته، بالغرفة رقم 4، بحي الإخلاص بمركز التهذيب والإصلاح المعروف بسجن علي مومن، وهي الغرفة التي تعرض فيها للسرقة، قبل أن يحول إلى الغرفة رقم 3، التي يوجد بها قرابة 70 سجينا. ومنذ وفاة «عماد بولورد» دخل نزلاء الغرفة في إضراب عن الطعام، احتجاجا على الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة زميلهم، وفق ما ذكر منتدى الكرامة، وأكده أفراد عائلة الهالك، كما طالبت أسرته بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات وفاته، وتقديم المسؤولين عنها إلى المحاسبة، وباشرت إجراءات رفع دعوى قضائية في الموضوع.