دعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، السيد أحمد العبادي، إلى ملاءمة الخطاب الديني مع السياق الراهن وتعزيز قدرات المسؤولين عن الحقل الديني بغية التصدي لجميع أشكال التطرف. وقال السيد العبادي ، خلال اجتماع ببروكسيل لمسؤولين دينيين من عدة بلدان، على هامش الدورة ال26 لمنتدى كرانس مونتانا، إنه "انطلاقا من كون السياق تغير اليوم بشكل أساسي، نحن بحاجة لملاءمة خطابنا وتعزيز قدرات المسؤولين الدينيين على فهم السياق الراهن لنشر المعرفة في صفوف الممارسين والتصدي لجميع أشكال التطرف". وأكد أنه إذا كان هناك اليوم شباب متأثرون بمختلف أنواع التطرف، فلأن هذه الأخيرة تقوم على تأويلات تضفي الشرعية على أعمالهم، مشيرا إلى أن هؤلاء الذين يمررون هذا النوع من الخطاب يدعون أنهم يملكون مفاتيح لتحقيق حلم مشترك بين جميع الأديان، وليس الإسلام وحده، وهو الرجوع إلى طهارة مصدر الدين. وأضاف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن هؤلاء يقنعون الشباب التائه الذي يفتقد دائما إلى أسس دينية متينة بالتضحية بنفسه لاستعادة وحدة العالم الإسلامي واسترجاع كرامته التي انتقص منها الغرب، و"يطرحون إنقاذا على شكل سفينة نوح للفرار من هذا العالم". وقال السيد العبادي "نلاحظ في كل مكان نفس النقاط المشتركة عند الشباب، والمتمثلة في مؤامرة الغرب لتدبير العالم الإسلامي، والقضية الفلسطينية، وغياب المساواة في العالم، وإعادة توزيع الثروات، أو منظومة الأخلاق". ودعا إلى التصدي لهذا الخطاب سواء على الأنترنيت أو في الحياة اليومية واقتراح خطاب بديل وتحيين معارف الممثلين الدينيين والتحلي بالإبداع، مشيرا إلى أن هذا العمل يتم على جميع مستويات المجتمع وليس فقط من الناحية الدينية. واعتبر أنه من الضروري أن يتحرك الجميع من وسطاء مروا بتجارب للتطرف وأيقونات ونماذج تحتذى ومعدي البرامج على الأنترنيت. وأشار السيد العبادي إلى أن الشباب اليوم يمل من طريقة تقديم الخطابات الدينية، مشددا على ضرورة القيام بأبحاث جدية حول النصوص الدينية. وخلص إلى أنه " بالواضح، لا ينبغي أن يشتغل كل واحد في زاويته، لأنه من أجل العيش سويا ينبغي إيجاد الحلول بشكل جماعي". وتنعقد الدورة ال26 لمنتدى كرانس مونتانا في بروكسيل بعد الدورة السابقة التي احتضنتها مدينة الداخلة في مارس من السنة المنصرمة.