أكد رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية السيد محمد بنحمو، أمس الجمعة ببروكسيل، التزام المغرب الصريح والفاعل لفائدة تنمية ومستقبل القارة الإفريقية. وقال السيد بنحمو خلال نقاش حول "التعددية في إفريقيا" في إطار الدورة 26 لمنتدى كرانس مونتانا "إن المغرب، الذي يعتبر جسرا وصلة وصل بين الشمال والجنوب، رغبة منه في بناء مستقبل مشترك، يؤمن بإفريقيا القرن الواحد والعشرين وفي قدرة الأفارقة على إيجاد حلول لمشاكل إفريقيا".
وأشار إلى أن معرفة جيدة بقارة متعددة كإفريقيا لا يمكن أن يتاح إلا للأفارقة أنفسهم، مركزا على نموذج المغرب الذي "لم يصبح ثاني مستثمر إفريقي في إفريقيا بمحض الصدفة".
وأضاف أنه بفضل استراتيجيته القائمة على التضامن والقرب والالتزام، لم يفتأ المغرب يجدد تأكيد عمقه وهويته الإفريقية من خلال تطوير شراكات استراتيجية مربحة للطرفين، مشيرا إلى أن هذا التعاون المتسع يتمحور حول عدة مجالات رئيسية، خاصة الحكامة الأمنية.
وأوضح أنه "أمام مشاكل الاستقرار والأمن، والسياق الإقليمي والقاري الصعب بأفريقيا، وانتشار الجريمة العابرة للحدود والقارات، والمشاكل الاقتصادية وانتشار الأسلحة والمليشيات والمجموعات الانفصالية وغير الدولتية، فإن المغرب يقدم خبرته وإجاباته الشاملة للرهانات الأمنية للقارة".
وأضاف السيد بنحمو أن التنمية البشرية تشكل مجالا أساسيا لمستقبل إفريقيا يتوفر المغرب فيه على خبرة قوية اكتسبها خلال السنوات الأخيرة، خاصة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي يقترح تقاسمها مع الشركاء الأفارقة.
وبالإضافة إلى الأبعاد الأمنية والاقتصادية والبشرية، ركز رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية على التعاون في الحقل الديني في ظرفية خاصة في التاريخ تهدد فيها إفريقيا والعالم مختلف أشكال التطرف.
وأوضح أن المملكة من خلال تكوين مئات الأئمة من بلدان إفريقية، تقدم خبرتها وتجربتها المعروفة والمشهودة في مجال التأطير الديني.
وبعد أن دعا البلدان الإفريقية إلى تشجيع الاندماج الإقليمي، أكد السيد بنحمو أن إفريقيا "لا يمكن أن تستمر في الاعتماد على شمال غارق في الأزمة والركود في سياق دولي مطبوع بالارتياب".
وتنعقد الدورة ال26 لمنتدى كرانس مونتانا في بروكسيل بعد الدورة السابقة التي احتضنتها مدينة الداخلة في مارس من السنة المنصرمة.