الفيلم المغربي "الزين اللي فيك" لمخرجه نبيل عيوش أسال مداد كثير من الزملاء الصحفيين داخل المغرب وخارجه، وهو أمر طبيعي بالنظر للنقاش الحاد الذي أثاره بالشارع المغربي، وللأحداث المتسارعة التي رافقته منذ تسريب العديد من مقاطعه، بدء ا من منع عرضه بالصالات المغربية، مرورا بالتهديدات والتحرشات بل والإعتداء ات التي طالت بعضا من ابطاله. موقع "نجوم توداي" المصري، وصف الفيلم ب"الاباحي" و"الجنسي"، وتحدث صاحب المقال عن "ضجة ضخمة في المغرب، زاد من قوة صداها قرار منعه من العرض في البلاد من قبل الحكومة المغربية، التي يقودها حزب “العدالة والتنمية” الإسلامي، وهو ما ولد نقاشا صاخبا بشأن الإبداع السينمائي وحدوده، وأعاد الصراع إلى الساحة السياسية والإعلامية بين صفين يحملان مشروعين مجتمعيين مختلفين، وأظهرت اللقطات المسربة، والتي تحمل العديد من المشاهد الخادشة، بعض أفعال البغاء في المغرب..." موقع الجزيرة إعتبر أن "فيلم "الزين اللي فيك" أثار جدلا قويا بالمغرب انعكس على صفحات التواصل الاجتماعي والصحف ووصل صداه إلى القضاء والبرلمان، مما جعل السلطات تسارع إلى إعلان عدم الترخيص بعرضه داخل البلاد". قرار وصفه مراسل الجزيرة بالرباط منسجما مع توجّه غالبية الرأي العام، ونقل عن المخرج والناقد السينمائي المغربي حسن بنشليخة قوله: "إن إصرار نبيل عيوش على تضمين أفلامه لقطات خليعة ومثيرة يأتي في سياق جهود مكثفة لنشر السينما التجارية السطحية الاستهلاكية بالمغرب". "بي بي سي عربي" وصفت فيلم عيوش بأول فيلم مغربي يتناول ظاهرة الدعارة بتفاصيلها، وأن المغاربة توزعوا "بين مؤيد اعتبر الفيلم عملا فنيا إبداعيا وتجسيدا لحرية التعبير، وبين معارض رأى فيه شريطا إباحيا يشوه صورة الفتاة المغربية"، وأن ردود الفعل على مشاهد تضمنها، وصنفها البعض في خانة "الإباحية"، جاءت قوية سواء في تنديدها بالفيلم وبمخرجه وأبطاله، أو في الدفاع عنه واعتباره عملا فنيا يعكس ظاهرة اجتماعية واقعية. "فرانس 24" نشرت أن فيلم "الزين اللي فيك" فَجّر قنبلة من العيار الثقيل في المغرب، اتخذت أبعادا لم تكن متوقعة حتى من المخرج نفسه". ونقلت عن الصحافي المغربي جمال الخنوسي قوله أن "الحكومة أبانت منذ البدايات الأولى عن موقف متشدد اتجاه الفن والإبداع، وهذا تصرف منطقي، بالنسبة إلينا، لموقف حزب العدالة والتنمية، وذراعه الدعوي حركة "الإصلاح والتوحيد"، من الإبداع والفن عموما، يعكسه موقفه مثلا من السينما ومن الموسيقى (مهرجان موازين)"، والذي أضاف أن "مصطفى الخلفي، يستحق لقب وزير المنع حيث أنه تكلف مرات عديدة بمنع مطبوعات، ومنع فيلم ريدلي سكوت "الخروج: آلهة وملوك"، والآن هو يمنع فيلما سينمائيا لم يطلب صاحبه حتى الترخيص للعرض في المغرب وبعدها تخرج الحكومة لتحتج على تصنيف بلادنا في مرتبات متأخرة في مؤشر حرية التعبير". "القدس" اللندنية كتبت: "لا زال فيلم «الزين اللي فيك» لمخرجه نبيل عيوش يثير جدلا في الأوساط الفنية والسياسية والحقوقية المغربية، نظرا لحساسية ما طرحه حول ظاهرة «العاهرات» في المغرب وانقسم الرأي العام في المغرب بين التعاطي مع الفيلم كإبداع سينمائي وحرية تعبير ورأي من جهة وبين الحفاظ على القيم المجتمعية والتعاطي مع الظواهر السلبية في المجتع بفن راق ولغة «غير شارعية»، مضيفة أن الجدل حول الفيلم حفّز نشطاء على تأسيس جمعيات وأنشطة لمنع الدعارة في المغرب. وتحت عنوان ¨منع "الزين اللي فيك".. جدل حول حدود الإبداع¨ تعرضت قناة الحرة لواقعة منع الفيلم، معتبرة ان الحكومة المغربية إنما تفاعلت مع سخط الشعب من الفيلم الذي يتحدث عن واقع الدعارة في البلاد.. كما اعتبرت أن لجوء القائمين على "الزين اللي فيك" لتسريب مقاطع منه، وصفت بأنها الأقوى، كان بغرض الترويج له، ولكن التفاعل كان بقدر الخيبة تقول الحرة. صحيفة "الحياة" الدولية وفي نسختها الرقمية، وصفت مخرج الفيلم نبيل عيوش ب"المعروف بتناوله مواضيع اجتماعية جريئة، كتطرقه الى ظاهرة اطفال الشوارع في فيلم سابق." قبل أن تضيف "واثار الفيلم موجة من الاستنكار وسط المحافظين والاسلاميين، وكذلك اوساط نقاد وممثلين وفنانين، في حين اعتبر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عيوش مخرجاً «جريئاً... يعري الواقع المسكوت عنه في المغرب».