اعتبر عدد من حركات الإخوان المسلمين وتنظيمات إسلامية أخرى نجاح الثورة الشعبية في مصر التي توجت بخلع الرئيس حسني مبارك عن سدة الحكم بداية التغيير في العالم العربي. وأكدت أن هذه الثورة تمثل ضربة للولايات المتحدة وإسرائيل، داعية الدول الغربية إلى مراجعة سياستها في المنطقة.
وتأتي هذه المواقف في الوقت الذي جددت فيه جماعة الإخوان المسلمين في مصر تأكيدها أنها لا تسعى إلى السلطة، مشيدة بجهود القوات المسلحة المصرية لنقل السلطة إلى المدنيين.
ففي الأردن دعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد الحكام إلى تفهم رغبات الشعوب لأن "رياح الثورة تملأ الآفاق".
وقال في تصريح إن انتصار الشعب المصري "يساوي بحق أعظم معارك التاريخ الحديث، حيث هدم الشعب المصري هذا النظام بكل ما كان يملكه من عدة وعتاد وأموال ودعم دولي".
واعتبر أن انتصار هذه الثورة "موجه بالدرجة الأولى لأميركا التي كانت ترعى هذا النظام باعتباره حليفا قويا للكيان الصهيوني ومدافعا عنه، ومناهضا لحركات الجهاد والمقاومة على كل الساحات العربية".
إعادة اعتبار وبدورها أكد بيان لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا -صدر بتوقيع المسؤول العام للجماعة سليمان عبد القادر، حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- أن هذه الثورة "أعادت لمصر مقامها"، وأن شعب مصر "بين للعالم أن الشعوب أقوى وأبقى، وإن طال ليل الاستبداد والظلم".
وقالت الجماعة إن مصر تحدثت عن نفسها "بعد أن تراجع دورها لسنين، وقال شعبها كلمته بعد أن أخرسته مسالك الاستبداد، ودوى بمطالبه وناضل من أجلها، حتى غدت ثورته مدرسة يستل منها كل حر الدروس والعبر".
وفي فلسطين أعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان عضو مكتبها السياسي محمود الزهار عن أملها في أن تمكن هذه الثورة مصر من استعادة صدارة الدور العربي والقومي والدولي، واصفا هذا الدور بالمهم.
وقال الزهار للجزيرة نت إن أمله كبير في "أن يكون للنظام المصري الجديد دور مهم في تخفيف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة".
تغيير وصمود وبدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة نت إن الحركة تبارك لشباب مصر وأبنائها انتصار مطالبهم العادلة، مؤكدا أن انتصارهم في ثورتهم سيغير وجه المنطقة وسيعزز صمود قطاع غزة.
وفي خضم ذلك قالت جماعة الإخوان في مصر إنهم "لا يتطلعون إلى مكاسب خاصة، ولذلك فقد أعلنوا مرارا أنهم ليسوا طلاب سلطة ولذلك لن يرشحوا أحدا منهم لمنصب الرئاسة، ولن يسعوا إلى الحصول على أغلبية في البرلمان، وأنهم يعتبرون أنفسهم خدما لهذا الشعب الكريم".
وأضافت في بيان "إننا لنزكي ونثمن التوجه السليم الذي يسير عليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة في سبيل نقل السلطة نقلا سلميا لإقامة حكومة مدنية وفقا لإرادة الشعب".
وقالت الجماعة إن مطالبها تتضمن رفع حالة الطوارئ التي استخدمتها السلطات المصرية في قمع المعارضة وحل البرلمان بعد الانتخابات المزورة التي جرت العام الماضي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والإفراج عن السجناء السياسيين.
وكانت السلطات المصرية تقمع جماعة الإخوان منذ وقت طويل وتعتقل أعضاءها، وتحظر عليها القيام بدور رسمي على الساحة السياسية.
وتعهد المجلس العسكري الأعلى في مصر بعد يوم من تنحي مبارك بالإشراف على مرحلة انتقالية تضمن انتقال السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة، وشدد على التزام مصر بالمعاهدات الإقليمية والدولية.