قال الرئيس الأميركي باراك أوباما انه سيناقش مع زعماء الخليج كيفية إقامة "حوار مثمر" مع طهران التي وقعت أخيرا اتفاق إطار نوويا مع القوى الكبرى، مقللا من خطورة طموحاتها وتدخلاتها المباشرة في شؤون العديد من الدول العربية. وتعكس تصريحات أوباما توجها جديدا بدأ يتكرس في العلاقات مع الدول العربية القلقة من التقارب الأميركي مع ايران التي تتدخل في شؤون المنطقة عبر وكلاء لها من العراقوسوريا ولبنان إلى السعودية واليمن والبحرين. ورغم التصريحات الرسمية المرحبة، لا يخفي الخليجيون قلقهم من الاتفاق الاطار الذي وقعته مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا اضافة الى المانيا) مع ايران في الأول من أبريل/نيسان في مدينة لوزان السويسرية حول البرنامج النووي الايراني. وفي مقابلة مع توماس فريدمان الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز نشرت يوم الأحد إنه سيبلغ دول الخليج بأنه يتعين عليها أيضا أن تكون "أكثر فعالية" في معالجة الأزمات الاقليمية. وقال في المقابلة التي أجريت السبت "أعتقد انه عند التفكير فيما يحدث في سوريا على سبيل المثال فهناك رغبة كبيرة لدخول الولاياتالمتحدة هناك والقيام بشيء." وأضاف "لكن السؤال هو: لماذا لا نرى عربا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الانسان أو يقاتلون ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟." وتابع قائلا إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة وطمأنتهم على دعم الولاياتالمتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج. وأضاف "هذا ربما يخفف بعضا من مخاوفهم ويسمح لهم باجراء حوار مثمر بشكل أكبر مع الإيرانيين." لكن أوباما قال إن أكبر خطر يتهددهم ليس التعرض لهجوم محتمل من إيران وإنما "السخط داخل بلادهم بما في ذلك سخط الشبان الغاضبين والعاطلين والإحساس بعدم وجود مخرج سياسي لمظالمهم". وتسعى ايران الى بسط نفوذها عبر ميليشيات شيعية خصوصا في العراقوسوريا ولبنان، واخيرا اليمن الذي انفجرت فيه الاوضاع وأدت الى تدخل عسكري عربي بقيادة السعودية بعد انقلاب الحوثيين على الحكم. وقال اوباما أيضا، لذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تتساءل "كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد حتى يشعر الشبان أن لديهم شيئا آخر يختارونه غير (تنظيم الدولة الإسلامية)". وقال أيضا "هذا حوار صعب نجريه لكن ينبغي علينا المضي فيه". وقال أوباما الأسبوع الماضي إنه سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقضة قضايا منها مخاوف هذه الدول بشأن الاتفاق النووي مع إيران.