قال علماء إن عقاراً مشتقاً من أعشاب طبية صينية جاء بنتائج مبشرة في علاج مرض الإيبولا وساعد عملياً في محاصرة الفيروس داخل الخلايا دون أن يتسبب في الضرر المعروف عن هذا المرض الفتاك. وأضاف الباحثون أن المركب المعروف باسم “تتراندرين” منع حدوث عدوى لكرات الدم البشرية البيضاء في المعامل، كما أوقف نشاط فيروس الإيبولا لدى فئران التجارب، حسبما نشرت وكالة الأنباء “رويترز”. وأضاف الباحثون أن الأمر يستلزم إجراء مزيد من التجارب بما في ذلك دراسات على القردة قبل المراحل التجريبية في البشر. وقال روبرت ديفي عالم الفيروسات بمعهد بحوث الطب الحيوي في سان أنطونيو الذي أشارت تقديراته إلى احتمال استخدام هذا المركب في علاج البشر في ظرف عامين إلى خمسة أعوام: “كشفت الجهود عن وجود نقاط ضعف في دفاعات فيروس الإيبولا”. وأضاف: “أتعشم أن تكون الجرعة المطلوبة لمكافحة المرض آمنة لكن كل ما علينا هو إنجاز العمل وانتظار النتيجة”. ولا يوجد أي علاج أو لقاح متفق عليه للقضاء على فيروس الإيبولا الذي يسبب حمى نزفية وينتشر من شخص إلى آخر من خلال مخالطة المرضى. وقال نوربرت كلوجباور خبير العلوم الصيدلية والأحياء الدقيقة بجامعة “فرايبورج” الألمانية الذي شارك في هذه الدراسة التي أوردتها دورية “ساينس” العلمية: “في رأيي أن (تتراندرين) يعد أحد الأدوية الواعدة المرشحة التي يمكن استخدامها لتثبيط عدوى فيروس الإيبولا”. وحتى ينجح الفيروس في إصابة الخلية بالعدوى يتعين عليه أن ينتقل إلى أعماقها كي يقتحم ويدمر المتعضيات بداخلها لاسيما الأندوسوم. وحدد الباحثون القنوات المهمة التي تتحكم في حركة مكونات الخلية. وأوضحت الدراسة أن مادة “تتراندرين” أغلقت هذه القنوات لتحبس الفيروس فعلياً حتى يعجز عن إصابة الخلية بالعدوى. ويجري استخلاص “تتراندرين” من جذور عشب طبي يسمى “ستيفانيا تتراندرا” وهي مادة تسهم أيضاً في خفض ضغط الدم. وتوفي أكثر من 9500 شخص في ثلاث دول بغرب إفريقيا منذ ظهور أسوأ تفش في العالم للإيبولا في ديسمبر من عام 2013.