قال رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو إن إسبانيا والمغرب، اللذين تمر علاقاتهما حاليا ب "لحظة تاريخية"، هما "نموذج جيد للتعايش" بفضل تراثهما الثقافي والتاريخي المشترك. وأكد ثاباثيرو، خلال لقاء جمع قادة مغاربة شبابا مع نظرائهم في المركزية النقابية الاسبانية ، الاتحاد العام للعمال ، عقد أمس الأربعاء بمدريد في إطار الأيام الثقافية المغربية الإسبانية ( 27 و 28 يناير)، أن المغرب وإسبانيا، اللذان يعدان نموذجا للتعايش مدعوان إلى أن يشكلا " مرجعا للتعايش في القرن ال21 ". وأشار ثاباتيرو، في هذا الصدد، إلى أن المغرب استفاد من موقعه الجغرافي بين أوروبا والعالم العربي، مبرزا أن المملكة المغربية الجارة هي واحدة من الدول "القليلة " بجنوب البحر الأبيض المتوسط التي تحظى بمصداقية وتتوفر على إمكانات اقتصادية، كبلد ناشئ للحوار مع الاتحاد الأوروبي. ودعا الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، وعضو حزب العمال الاشتراكي الاسباني في هذا الاتجاه ، الاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة من "المؤهلات الكبيرة " للمملكة لتعميق تعاونه مع هذا البلد، وخاصة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيات الجديدة. وبعد أن أشار إلى أن العلاقات بين بلاده والمغرب تمر حاليا ب"لحظة تاريخية"، شدد ثاباتيرو على ضرورة مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية، وذلك من خلال إرساء شراكات ثنائية. وأكد ثاباتيرو أن المغرب، الذي يعتبر "بلدا صديقا وشقيقا "، شهد تقدما مشجعا في كل الاتجاهات، وخاصة في المجال الاجتماعي، مشيرا إلى أن المملكة عملت في السنوات الأخيرة على تعزيز حقوق الإنسان وخصوصا حقوق المرأة، مستشهدا في هذا السياق باعتماد مدونة الأسرة ، الذي شكل " حدثا بارزا" نحو إرساء المساواة بين المرأة والرجل في البلاد. ومن جهة أخرى ، أكد الرئيس السابق للحكومة الاسبانية أن استقرار منطقة المتوسط رهين باستقرار المغرب، الذي تمكن من تجنب الاضطرابات المأساوية التي شهدتها بلدان أخرى في المنطقة. يذكر أن هذا اللقاء الذي جمع بين القادة الشباب ، انبثق عنه بيان ختامي يدعو إلى وضع سياسات تحفز على إدماج شباب البلدين في سوق العمل. كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال التشغيل وإشراك الشباب في بلورة سياسات العمل والتكوين وكذا تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا. وقد تميز هذا الحدث الثقافي أيضا بإقامة معرض مغربي بمقر الاتحاد العام للعمال يحمل عنوان " نظرة إلى المغرب من الضفة الأخرى" ، وآخر إسباني تحت عنوان "رحلة ثقافية إلى المغرب، نظرة ضفتين ". وتوخى هذا الحدث تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا وتعميق التعارف بين المجتمعين الجارين .