احتشد أزيد من عشرين مريضا بداء السكري، صباح الثلاثاء الماضي، أمام مستشفى الغساني بفاس، للاحتجاج على النقص في مادة «الأنسولين»، بعد أن تعذر على العديد منهم الحصول على نوع من هذا الدواء خلال الأيام الأخيرة. مستشفى الغساني، ليس سوى واحد من المستشفيات العمومية التي باتت تعاني من نقص حاد في مادة «الأنسولين» من النوع الجيد، وهو ما جعل العديد من المرضى يقصدون عددا من الجمعيات الفاعلة في هذا المجال، قصد الحصول على حاجياتهم من هذه المادة، وتعويض الخصاص الحاصل في مرافق الصحة العمومية. الجمعيات المعنية، وجدت نفسها عاجزة عن تلبية حاجيات المرضى، بسبب الإقبال المتزايد، في مقابل محدودية إمكانياتها الذاتية، ورغم ذلك سعى بعضها جاهدا إلى توفير مادة «الأنسولين» بأثمان تفضيلية للمرضى، بفضل حملات التضامن والتبرع التي تطلقها على امتداد السنة، وعلاقاتها مع شركات لصناعة الأدوية، ما يساعد على التخفيف من عبء اقتنائها من الصيدليات بأسعار مكلفة من لدن المرضى المحتاجين. جمعيات داء السكري المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية، طالبت غير ما مرة الوزارة الوصية، بإدماج المرضى المحتاجين في مشروع التغطية الصحية لضمان استفادة أكبر عدد من هؤلاء، وتيسير فرص اقتناء احتياجاتهم من مادة «الأنسولين» بأسعار تفضيلية، كما دعت هذه الجمعيات، الوزارة الوصية إلى خلق وحدات صحية بالمستشفيات العمومية والمستوصفات الصحية بالعالم القروي، خاصة في ظل غياب أطباء اختصاصيين في مجال داء السكري في المناطق النائية وبعض المدن البعيدة، اعتبارا لكون معظم الأطباء الاختصاصيين يوجدون بالمدن الكبرى. مصدر من الجامعة المغربية لداء السكري، أفاد أن النقص في مادة «الأنسولين» ذات النوع الجيد يرجع إلى «غياب تواصل الوزارة الوصية مع الجمعيات الناشطة في هذا المجال، وعدم إيلائها الاهتمام اللازم للمرضى غير المتوفرين على التغطية الصحية، رغم أن الوزارة تتوفر على أرقام وإحصائيات حول أعداد المصابين بداء السكري، كما تتوفر الجمعيات على ملفات خاصة بكل مريض تبرز الأنواع الخاصة من «الأنسولين» التي يتطلبها علاج كل فئة من المرضى المصابين، اعتمادا على تشخيصات وكشوفات أطباء مختصين في هذا المجال». المصدر نفسه، أكد أن مادة «الأنسولين» المتوفرة بكثرة في المستشفيات العمومية تبقى في الوقت الراهن من الأصناف الأقل جودة، حيث تتطلب مدة زمنية طويلة لحرق مادة السكر في الدم مقارنة مع باقي الأصناف الجيدة من «الأنسولين» ذات الفاعلية القوية، حيث يتطلب مفعولها مدة زمنية وجيزة في جسم المصاب بالسكري على خلاف الصنف الأول. في انتظار تدخل وزارة الصحة لتوفير مادة «الأنسولين» من النوع الملائم وبحاجيات كافية في متناول المرضى بداء السكري المحتاجين، ستبقى معاناة هؤلاء مع المرض وقصر ذات اليد تتفاقم إلى أجل غير مسمى.