أفاد مسؤولو الجامعة المغربية لداء السكري «المساء»، أثناء عقد ندوة صحفية بمدينة أكادير نهاية الأسبوع الماضي، بأن معظم المستشفيات العمومية باتت تعاني من نقص حاد في مادة الأنسولين من النوع الجيد، وهو ما يجعل العديد من المرضى يتوجهون صوب الجمعيات الفاعلة في هذا المجال قصد تعويض الخصاص الحاصل. وأضافت المصادر ذاتها، أنه ورغم الإمكانيات الذاتية الضعيفة للجمعيات فإنها تحاول جاهدة تعويض المرضى بتوفير مادة الأنسولين بأثمان تفضيلية، بفضل علاقاتها مع مجموعة من شركات صناعة الأدوية، مما يضمن استفادة مرضى السكري من مادة الأنسولين، وكذا التخفيف من عبء اقتنائها من الصيدليات بأسعار «مكلفة». وعزت المصادر نفسها النقص في مادة الأنسولين ذات النوع الجيد إلى عدم تواصل الوزارة الوصية مع الجمعيات الناشطة في هذا المجال، وعدم إيلائها الاهتمام البالغ رغم أن هذه الأخيرة تتوفر على أرقام وإحصائيات بأعداد المصابين بداء السكري، كما تتوفر الجمعيات على ملفات خاصة بكل مريض تبرز الأنواع الخاصة من الأنسولين التي يتطلبها علاج كل فئة من المرضى المصابين، اعتمادا على تشخيصات وكشوفات أطباء مختصين في هذا المجال. وأضافت المصادر أن مادة الأنسولين المتوفرة بكثرة في المستشفيات العمومية تبقى من الأصناف الأقل جودة، حيث تتطلب مدة زمنية طويلة لحرق مادة السكر في الدم مقارنة بباقي الأصناف الجيدة من الأنسولين ذات الفاعلية القوية، حيث يتطلب مفعولها مدة زمنية وجيزة في جسم المصاب بالسكري على خلاف الصنف الأول. وأضافت المصادر عينها أن جمعيات داء السكري المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية، سبق أن تقدمت بملتمسات عديدة إلى الوزارة الوصية، ترمي إلى إدماج المرضى المعوزين في مشروع التغطية الصحية لضمان استفادة قاعدة واسعة من هؤلاء، وتسهيل اقتناء حاجياتهم من مادة الأنسولين بأسعار تفضيلية حسب ما تقتضيه وصفة الطبيب المعالج، كما دعت الوزارة الوصية إلى خلق وحدات صحية بالمستوصفات الصحية بالعالم القروي، نظرا إلى غياب أطباء اختصاصيين في مجال داء السكري في المناطق النائية وبعض المدن البعيدة، على اعتبار أن معظم الأطباء الاختصاصين يتمركزون في محاور المدن الكبرى، وهو الأمر الذي يحتم على الجهات الوصية توسيع قاعدة المراكز الجهوية إلى وحدات ومراكز صحية إقليمية مختصة بالتكفل بمرضى داء السكري، وكذا خلق وحدات علاج خاصة مع إحاطتهم بالعناية الطبية المناسبة لحالتهم في المستشفيات الجامعية، وداخل مصلحة أمراض السكري والتغذية بالمستشفيات العمومية. يشار إلى أن هذه الندوة عقدت قبيل تنظيم المعرض الوطني الثامن الذي ستحتضنه مدينة ايت ملول نهاية الشهر الجاري، بعد المعرض الوطني الأخير بالمدينة حيث من المنتظر أن يعرف مشاركة واسعة من الجمعيات الفاعلة في هذا المجال. وترمي الجامعة المغربية لداء السكري من خلال هذا المعرض إلى تفعيل عمل الجامعة وانخراطها الدؤوب في مواجهة التحديات استحضارا للبعد الاستراتيجي في مقاربة قضايا التربية الصحية، واعتبار العمل في مجال التوعية الصحية المدخل الرئيسي لتحقيق التنمية المنشودة.