نظمت جمعية الرشاد للتربية والثقافة، اليوم الأحد بمكناس، مهرجانا خطابيا تكريما للمقاوم أحمد بنشقرون أحد الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى 71 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. وتم خلال هذا الحفل التكريمي، الذي نظم بتنسيق مع النيابة الجهوية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمجلس العلمي المحلي والمندوبية الجهوية للثقافة، إلقاء كلمات تطرقت لبعض المحطات التاريخية التي عرفها مسار هذا المناضل، الذي تميز بمساهماته في العلم والتدريس والنضال من أجل الحرية والاستقلال. وأبرز عدد من المتدخلين أن المجاهد أحمد بنشقرون كان أحد أعلام الوطنية الأفذاذ الذين تعرضوا للسجن، وصبروا من أجل أن يرفل أبناء الوطن في نعيم الحرية والسلام، ومن الذين استرخصوا حياتهم في سبيل الذود عن الوطن والعرش العلوي المجيد. وأضافوا أن هذا المقاوم كان أيضا علما من أعلام المغرب وأحد رواد الفكر المتنورين حيث كان يجمع بين العلم والتدريس والجهاد الوطني فضلا عن اهتمامه باللغة العربية وعلم العروض والفقه. وأكد النائب الجهوي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد احميدة معروفي، في مستهل هذا اللقاء، أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يوم 11 يناير 1944 شكلت منعطفا حاسما في تاريخ المغرب المعاصر وفي مسلسل الكفاح الوطني والتلاحم بين العرش والشعب. وأبرز أن هذه الوثيقة إذا كانت تؤرخ لمرحلة متميزة من مراحل تطور الفكر الوطني المغربي فإنها شكلت الانطلاقة الفعلية للمطالبة باستقلال المغرب، مضيفا أن مطالب الحركة الوطنية تطورت من المطالبة بالاصلاحات إلى الجهر بالاستقلال من طرف زعماء الحركة الوطنية. يذكر أن المقاوم بن عبد السلام بن عبد الله بنشقرون، الذي ازداد سنة 1900 بمدينة مكناس وتوفي عن سن السبعين عاما، يعتبر واحدا من الوطنيين الرواد ال66 الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال وأحد الوطنيين السبعة من أبناء مدينة مكناس الذين وقعوا على هذه الوثيقة: ويتعلق الأمر بالمرحوم الفقيه بن علال غازي (1901 1972)، والمرحوم محمد بن عبد الوهاب بنعزو (1909-2002)، والمرحوم أحمد بن إدريس بن بوشتى (1909-1973)، والمرحوم إدريس المحمدي (1912-1969)، والمرحوم عمر محمد بنشمسي (1917-2001)، والمجاهد محمد العيساوي المسطاسي، وهو الوحيد من بين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال الذي مازال على قيد الحياة.