سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المندوب السامي للمقاومة يؤكد استرجاع المغرب ل 662 ألف وثيقة من الأرشيف الفرنسي من أصل 20 مليون امحمد بوستة يدعو إلى الإبقاء على الذاكرة الوطنية حية لمواصلة مشوار الديمقراطية والتنمية
دعا آمحمد بوستة، رئيس مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال، المغاربة، إلى الإبقاء على الذاكرة الوطنية، حية، بنشر أعمال فكرية، وسياسية ، حول رواد الحركة الوطنية ، الذين بصموا تاريخ المغرب بنضالهم المستميت ، من أجل الحصول على الاستقلال، وإقرار الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية ، وتطبيق التنمية. وقال بوستة، الذي وشحه مصطفى لكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بوسام الشرف، الذي منحه إياه الإتحاد العربي للمحاربين القدامى، وضحايا الحرب، إن الاحتفاء باليوم الوطني، لتقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب، عن الحماية الفرنسية، يعد يوما أغر، وحدثا تاريخيا مهما، كونه جسد في سابقة أولى من نوعها في تاريخ الدول التي وقعت تحت طائلة الاستعمار، أو الحماية، مطلبا سمي " بالاستقلال"، وهي كلمة سياسية وقانونية دالة، تختلف كليا عن مطالب الإصلاح المؤسساتي والسياسي، في ظل سيادة الحماية الفرنسية، مبرزا أن رواد الحركة الوطنية، رفعوا شعارا واحدا وطبقوه، وهو" لا إصلاح إلا بالاستقلال، وتحرير المغرب من براثن الاستعمار". وأكد بوستة الذي كان يتحدث ليلة أمس، الاثنين، في لقاء رعته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، أنه فخور بحصوله على وسام الشرف، كونه جسد مواصلة الارتباط بين جيل وآخر، وعبر عن مرحلة كانت فاصلة في وجدان المغاربة ، حينما ربط رواد الحركة الوطنية عملهم، مع جلالة الملك محمد الخامس، من أجل جلاء الحماية الفرنسية، مضيفا أن احتفاء المغاربة بذكرى 11 يناير 1944 ، بالمدينة المجاهدة الرباط، أظهر أن أبطال المغرب لعبوا دورا رياديا في توعية المغاربة بحقهم القانوني في الاستقلال. وعرج بوستة في كلمته القصيرة، على ذكر مناقب الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، مشيرا إلى أحمد بلا فريج، وأبو بكر القادري، والمهدي بن بركة، وعمر بن عبد الجليل، واليزيدي، وغيرهم من فطاحل السياسة والعلم، والغيرة الوطنية. ونوه بوستة بالعمل الذي تقوم به المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، رفقة مؤسسات أخرى، في مجال حفظ الذاكرة، بجميع الوسائل، حتى تطلع الأجيال الشابة على تاريخها النضالي، وتضحيات الأجداد الأفذاذ، من اجل نصرة الوطن، في تلاحم تام بين الحركة الوطنية، والشعب المغربي، والعرش. ومن جهة أخرى، أعلن مصطفى لكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين، وأعضاء جيش التحرير، عن استرجاع المغرب لقرابة 662 ألف صفحة وثيقة من مراكز الأرشيف المغربي، الموجودة بالأرشيف الفرنسي، إذ حسب سلطات هذا البلد، يوجد ما يربو على 20 مليون صفحة وثيقة من الأرشيف التي لها علاقة بتاريخ المغرب، منذ أن وضعت فرنسا نصب أعينها تطبيق ما سمي " الحماية الفرنسية" على المغرب. وقال لكثيري إنه يسعى رفقة أطر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، استرجاع التاريخ المغربي عبر وثائق توجد لدى دول أجنبية، مؤكدا أنه في اتصال مع مسؤولي 18 بلدا، حيث سيتم تمحيص تلك الوثائق التاريخية، واسترجاعها، واستنساخها، قصد إيداعها في 30 فضاء ثقافي، أحدث على كافة التراب المغربي، وفي الجهات بأكملها، قصد التواصل مع الذاكرة الوطنية. ولم يكشف لكثيري عن الإجراءات التي اتخذتها مؤسسته وباقي المؤسسات الوطنية الأخرى، التي تشتغل على استرجاع الأرشيف، وحفظ الذاكرة، لحث الأشخاص الذاتيين على وضع ما يملكونه من رسائل ووثائق لدى المؤسسات الوطنية، حتى لا تضيع، مكتفيا بالقول إن لديه 82 مشروعا لحفظ الذاكرة، دون أن يبرز طبيعة تلك المشاريع. وتحدث لكثيري على عادته، بإسهاب عما جرى قبل وأثناء وبعد تقديم وثيقة المطالبة الاستقلال، معتبرا أن الذكرى 67 لإحيائها، ليست ترفا فكريا، ولكن أداة واقعية ضرورية، وهامة، لربط الأجيال بعضها ببعض. وتميز هذا اللقاء، بمنح شهادات التقدير لأرامل وحفدة المغاربة ، الذين قدموا تضحيات في سبيل نصرة الوطن، ومنهم من تفوق في الحصول على بطاقة مقاوم، بعد جهد جهيد، كما برز جليا أن من بين 66 شخصية الموقعة على وثيقة المطالبة بالاستقلال، لم يبق على قيد الحياة سوى، اثنين منهم، شفاهم الله، وهما المجاهد أبو بكر القادري، عضو مجلس الرئاسة، ومحمد العيساوي المسطاسي.