نظمت مؤسسة علال الفاسي يوم السبت 18 شتنبر2010 الندوة الرابعة ضمن سلسلة الندوات التي ارتأت المؤسسة تنظيمها في إطار تخليد الذكرى المأوية لميلاد زعيم التحرير علال الفاسي رحمه الله. وتميزت الندوة بحضور الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي وعضوي مجلس رئاسة حزب الاستقلال الأستاذ امحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي والأستاذ عبد الكريم غلاب رئيس اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي وعمدة مدينة فاس عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وأعضاء من اللجنة التنفيذية ووزراء استقلاليون. وقد تناولت هذه الندوة التي شارك فيها تلة من الأساتذة الأجلاء موضوعين هامين يتعلق الأول بتحديات ورهانات النظام التربوي والتعليمي بالمغرب، والموضوع الثاني بحصيلة قرن من الزمن في المجال الإسلامي. أخذ الكلمة في البداية الأستاذ امحمد بوستة عضو مجلس رئاسة حزب الاستقلال ورئيس مؤسسة علال الفاسي فذكر بإطار هذه الندوة الذي يندرج في إطار الندوات التي نظمها المؤسسة بمناسبة الذكرى المأوية لميلاد الزعيم علال الفاسي ثم تحدث الأستاذ عبد الكريم عضو مجلس الرئاسة ورئيس اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي الذي أعطى نبذة عن مجمل الندوات وموضوعاتها والمنظمة في إطار هذه الذكرى بعد ذلك انطلقت الندوة بالتقديم الذي ألقاه الأستاذ محمد بلبشير الحسني عضو اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي والذي ترأس الجلسة الصباحية التي شارك فيها الأساتذة. خالد الصمدي رئيس مركز الدراسات والأبحاث بتطوان ورئيس شعبة الدراسات الاسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان في موضوع مقومات الهوية المغربية والتحديات الراهنة. - الأستاذ عبد الحي عمور رئيس المجلس العلمي بفاس في موضوع مقومات الهوية المغربية في المنظومة التربوية والتحديات الراهنة. الأستاذ حمو اليوسفي مفتش سابق بوزارة التربية الوطنية في موضوع المنظومة التربوية ورهانات التنمية الثقافية. الأستاذ محمد العربي المساري عضو اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي الذي ألقى عرضه بالنيابة تمحور حول موضوع المنظومة الإعلامية خلال قرن. الأستاذ محمد اد عمر أستاذ بكلية العلوم بتطوان في موضوع التكوينات الجامعية وتعديلات العولمة. الأستاذ لحسن مادي رئيس العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية وأستاذ المدرسة العليا للأساتذة بالرباط في موضوع التنمية البشرية عن طريق محو الأمية. وننشر اليوم الجزء الأول من هذه الندوة وغدا السبت بقيتها الأستاذ عبد الكريم غلاب رئيس اللجنة الثقافية بمؤسسة علال الفاسي في الكلمة الافتتاحية للندوة الرابعة علال الفاسي رائد العمل الوطني في الشمال وفي الجنوب الإخوة والأخوات سأتحدث عن نشأة فكرة الاحتفال بمائة سنة على ميلاد الزعيم علال الفاسي، وقد أردناه أن يكون احتفالا بقرن من الزمن وبما عرفه المغرب، لا أقول في تاريخه الحديث ولكن في القرن الماضي، ذلك أنه ه ابتداء من أوائل هذا القرن شهد فيه المغرب والمغاربة أحداثا متعاقبة عظيمة جدا، كانت مجال تحول في حياة المغرب والمغاربة ومجال انطلاق لعهد جديد هو الاستقلال والبناء والتحرر. القرن الماضي عرف فيه المغرب ما لم يعرفه في القرون الماضية الأخرى، فقد بدأ باضطرابات سياسية وفكرية منذ مؤتمر مدريد حول المغرب عام 1880 إلى مؤتمر الجزيرة الخضراء حول المغرب أيضا سنة 1906 إلى فترة الحماية سنة 1912. وخلال هذه الفترة القصيرة من آخر القرن ما قبل الماضي إلى 1912 طرأت تحولات فكرية لدى المغاربة، خاصة العلماء والفقهاء والوطنيون الذين فكروا في تغيير أحوال المغرب نظرا لشعورهم العميق بأن شيئا ما يطبخ في السر وأن المغرب مقدم على تحول خطير في تاريخه وفي حياته السياسية والوطنية ولذلك نهضوا رحمهم الله جميعا بعبء التوعية للشعب أولا ثم التوعية لرجال الحكم ثانيا، ثم مبادراتهم في مشاريع مهمة جدا سواء في البناء السياسي أو البناء الديمقراطي أو شروط البيعة التي كتبتها علماء أجلاء وشجعان في ذلك الوقت ومنهم من لقي حتفه نتيجة شجاعته وجرأته وقدرته على قول الحق. فهذه التحولات كانت بمثابة ارهاصات لما سيأتي لأن الحماية ليست عملا بسيط يمر كما تمر الأحداث العادية، ولكنها كما قلت تحول في تاريخ المغرب وكان من الطبيعي لشعب كشعب المغرب أن يتحول فكره قبل أن يحدث هذا الحظر الخطير. الحدث الكبير هو معاهدة الحماية، ولكن الأحداث التي تلت هذه المعاهدة كانت ربما أخطر من الحدث، لأنها أكدت أن الحدث كان خطأ في سير التاريخ وأنه ما كان ينبغي أن يكون ولا أن يمر بسهولة، فكانت ثورة بفاس بأسبوع أو أسبوعين على توقيع عقد الحماية وتلتها ثورات الجهات المختلفة، في جبال الأطلس، في الصحراء ثم أتت حرب الريف، كل هذه الأعمال العظيمة التي قام بها شعبنا تؤكد رفضه للحماية وتؤكد أنه يريد شيئا واحدا هو الاستقلال وعودة الديمقراطية التي بشر بها صناع دستور 1908 . ولذلك كانت هذه الأحداث مترابطة، أحداث في الجبال وفي المدن، والأحداث الفكرية والاقتصادية كلها كانت تصب في مصب واحد هو العودة إلى الاستقلال ورفض الحماية. كان من حسن حظ المغرب أن علال الفاسي وجد في هذا الإطار المتحرك فكريا وعسكريا ودوليا ووطنيا، ووجد بعبقريته الكبيرة وبآفاق مفتوحة وبعمله الغزير وبجرأته الكبرى وبشجاعته على قول الحق وبحسن نظرته إلى المستقبل، كان علال الفاسي وهو ابن الخامسة عشر عاما يرفض أن يلعب كما يلعب الفتيان أمثاله وكان يرفض الحياة العادية التي يعيشها أمثاله في ذلك الزمن. أبعد مرور خمسة عشر ألعب وألهو بلذات الحياة وأطرب؟ لي أمة منكودة ا لحظ لم تجد سبيلا إلى العيش الذي تتطلب هكذا أعلن علال الفاسي رفضه للماضي وتطلعه وعمله للمستقبل إذن هناك شخص عظيم التقى بأحداث عظيمة في بلادنا وكان من حسن حظ المغرب هذا الالتقاء. بدأ العمل الوطني بعد نهاية الحرب الريفية في سنة 1927 وكان علال الفاسي رائد هذا العمل سواء في الشمال أو في الجنوب وهنا وجبت الإشارة إلى الرسائل التي كان يكتبها إلى المناضلين في تطوان وكان يربط اتصالات وثيقة فكرية وعملية مع المناضلين والوطنيين، وكان يبشر بالاستقلال في ذلك الوقت وهكذا خلق في كل من الشمال والجنوب اندفاع نحو شيء جديد هو الاستقلال. والشيء الذي نادى به المناضلون والمقاومون والمجاهدون في الجبال نادى به علال الفاسي في الأراضي المنبسطة ونادى به بفكرة جديدة هي أن العمل السياسي يوصل إلى العمل العسكري. هكذا مرت الحماية في ظروف لم تر فيها النور مطلقا ولا الهدوء كذلك. وبمجرد ما وقعت الحماية، قامت الثورة في فاس وبعد ثورة فاس قامت الثورة في الجبال ثم ثورة الصحراء ثم ثورة الريف وثورة الوطنيين الاستقلاليين في عموم أنحاء المغرب، هكذا تكون هذا القرن الذي نتحدث عنه تكونا عظيما وبرهن المغاربة على أنهم يعيشون قرنا جديدا في تاريخ المغرب وأن الوضعية ليست هي الوضعية التي كانت تحضر في سنة 1912 ولكنها الوضعية التي تحضر لسنة 1956. علال الفاسي قاد هذه المعركة بجدارة وشجاعة كما قلت وبذلك كانت هناك عدة مراحل في حياة علال الفاسي وفي حياة الوطن التي اتسمت بنهضات فكرية ربما بدأت خافتة وضئيلة ولكنها سرعان ما أصبحت شعلة من نار تغمر جميع أنحاء المغرب. بدأت في التفكير السياسي في رفض المؤتمرات الدولية ضد المغرب، وهذا تفكير سياسي بدأ فيه رفض الحكم المطلق الذي جدده مولاي حفيظ لمولاي عبد العزيز، وكان هذا هو المضمون الذي برهن عن المبادرات الدستورية، آنذاك، إذن كانت هناك نظرة سياسية، ودستورية، ثم تطورت الأوضاع فأصبحت هناك حتى الآن نهضة اقتصادية ونهضة دينية. واستمرت على طول هذه المدة نهضة علمية وثقافية وإبداعية، هذه النهضات الخمس هي التي دفعتنا في مؤسسة علال الفاسي إلى تنظيم خمس ندوات، كل ندوة تختص بموضوع من هذه الموضوعات. موضوع سياسي كان هو موضوع الندوة الأولى التي عقدت في الرباط، الموضوع الدستوري كان هو موضوع الندوة الثانية التي عقدت كذلك في الرباط، الموضوع الاقتصادي وكان هو موضوع الندوة الثالثة التي عقدت بالدار البيضاء والموضوع الرابع وهو موضوع التعليم والفكر الإسلامي وهو موضوع ندوة اليوم والموضوع الخامس وهو الأخير سيعقد في أواخر هذه السنة هو موضوع التطور الثقافي والعلمي على مدى قرن من الزمن. وأردنا من خلال هذه الندوات أن نرصد الحياة السياسية والدستورية والاقتصادية والثقافية والعلمية والدينية وأردنا أن نرصد كذلك بصمات علال الفاسي في هذه الحركات كلها، وعلال الفاسي كان حاضرا منذ البداية، حاضرا في التوجيه الديني والعلمي الذي اتصفت به الحركة الوطنية حاضرا في إنقاذ التعليم الإسلامي في كلية القرويين وجامع بن يوسف، حاضر في العمل الدستوري وحاضر في العمل الثقافي، وأنتم تعرفون أنه كان شاعرا منذ البداية وفي الميدان العلمي بكتبه العظيمة والمهمة جدا، وهذه الكتب قدمت علال الفاسي وعلال الفاسي قدم المغرب للمغاربة ولغير المغاربة. وهكذا نجد أن مؤسسة علال الفاسي كانت مخلصة لهذا المنطق التوافقي بين المغرب وزعيمه. أعتقد أن مؤسسة علال الفاسي قامت بعمل عظيم ومهم جدا من خلال الدراسات الجادة التي مررنا بها في الندوات الثلاث الماضية وسنمر بها في الندوة الرابعة ومن خلال الأساتذة الذين قدموا عروضا ممتازة جدا وكان الرد عليها قويا بالمناقشات. أعود لأشكركم على حضوركم وعلى تتبعكم والسلام عليكم ورحمة الله. الأستاذ امحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي في الكلمة الافتتاحية للندوة الرابعة الندوة لقاء ثقافي وتربوي في مدينة فاس المجاهدة مركز العلم والمعرفة بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي السادة الأفاضل السيدات الفاضلات الأخوات الاخوان قبل الشروع في أشغال هذه الندوة وهي الندوة الرابعة من الندوات التي نظمتها مؤسسة علال الفاسي حول تطور الأوضاع في بلادنا السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاد الزعيم الفذ علال الفاسي رحمه الله. وأريد أولا أن أبلغكم اعتذار أخينا المجاهد سيدي أبو بكر القادري عن الحضور نظرا لظروفه الصحية وبهذه المناسبة ندعو الله له بالشفاء العاجل وأن يمده برعايته، كما أبلغكم اعتذار أخينا الأستاذ عبد اللطيف خالص، ونستحضر بالمناسبة أرواح أساتذة أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة علال الفاسي وهما المجاهد الهاشمي الفيلالي والسيد عبد الوهاب بن منصور ونستحضر كذلك روح أخينا سيدي عبد الرحمن بلعربي الحريشي الذي شغل منصب مدير المؤسسة لسنين طويلة قبل وفاته. وأود أن أرحب بكم جميعا أيها السيدات والسادة وأرحب بالسادة العلماء الذين شرفوا المؤسسة بحضورهم و ومشاركتهم في هذه الندوة، وأوجه الشكر والامتنان للأساتذة الأفاضل الذين سيقدمون عروضا حول، تطور الفكر الديني وتطور التعليم والتربية بالمغرب خلال قرن من الزمن من 1910 وهو تاريخ ميلاد الزعيم علال الفاسي رحمه الله حتى 2010 السنة التي نعيشها. وأود كذلك أن أقدم التهنئة والامتنان والشكر لإخواننا المسؤولين في حزب الاستقلال، في مدينة فاس وإخواننا في بلدية هذه المدينة على استقبالهم لنا في هذا الملتقى التربوي والثقافي في مدينة مجاهدة تعتبر مركزا للعلم وللمعرفة وللتعليم والتكوين وقلعة الجهاد من أجل الحرية والكرامة والاستقلال وترسيخ مبادئ ديننا الحنيف ونعتز بمدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة من خلال الحديث عن أحد أبنائها البررة وهو الزعيم الفذ الفقيه المجدد والمجاهد والمعلم والمربي وهو من بين الرواد الذين تركوا بصماتهم في التطور التعليمي الذي عرفته بلادنا في هذا القرن وهذا ما نحن بصدده بالدرس والتحليل في هذه الندوة، وبهده المناسبة نرحب بكم مجددا. الكلمة التقديمية للاستاذ محمد بلبشير في الجلسة الصباحية نظامنا التعليمي لم يستطيع تحقيق المبادئ التي ناضلت من أجلها الحركة الوطنية إن دراسة وضعية التربية والتعليم، خلال قرن من الزمان يفرض علينا أن نقف وقفة تأمل لاستنطاق التاريخ وتحليل المواقع واستشراف المستقبل، وذلك من أجل تقييم صريح ورصين لمنظومتنا التربوية، وتحديد مكامن القوة والضعف فيها والتذكير بالرهانات التي اجتمعت عليها الأمة، والتحديات التي تعترض المسيرة التربوية والتعليمية في بلادنا. فقد عرف المغرب، منذ قرن مضى، قبل الاستقلال وبعده، محطات متعددة لبناء مسارات إصلاح وتطوير نظامنا التربوي، بهدف تعزيز الإنسية والشخصية المغربية والحفاظ على الهوية الوطنية، والتفتح على اللغات والتقنيات الحديثة، وخاصة بعد أن استرجعنا استقلالنا، كما كان علينا أن يستجيب نظامنا التربوي لحاجة البلاد من الموارد البشرية المؤهلة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وللرفع من مستوى تثقيف شعبنا، على أن نحاول استدراك مافات، وإصلاح مواطن الخلل والتعثر. من المعلوم، أن نظامنا التعليمي، عند حلول الحماية، كان مقتصرا على الدراسة في جامعة القرويين والمساجد والزوايا والكتاتيب القرآنية، ومنذ العقد الثاني من القرن الماضي، بدأ انتشار تدريجي للمدارس المزدوجة اللغة في الحواضر، وفي نفس الوقت، شرع العديد من المواطنين الأحرار، في شمال المغرب وجنوبه في تأسيس العديد من المدارس الحرة الخاصة، رغبة منهم في تمتين تدريس الثقافة الوطنية الإسلامية وتحصين اللغة العربية. وبحلول الاستقلال، أحدثت اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، حيث تقرر التمسك بمبادئ التعميم والتعريب والمغربة والتوحيد، بالإضافة إلى المجانية، كما شرع في حملة وطنية لمحاربة الأمية وأنشئت جامعة محمد الخامس بالرباط، تلتها جامعات أخرى في مختلف العواصم المغربية كجامعة الحسن الثاني وجامعة محمد بن عبدالله وغيرهما، فضلا عن المدارس العليا لتكوين الأطر التقنية العليا. وقد مر نظامنا التربوي، من بداية الاستقلال الى الآن بمراحل عرفت تعثرات وإخفاقات من أهمها تراجع في تطبيق المبادئ المثقف عليها، سواء في التعميم أو التعريب أو التوحيد وذلك بسبب عدم وجود استراتيجية محكمة لتكوين الأطر التي تحتاج إليها البلاد وعدم وضوح المشروع المجتمعي المرغوب فيه، الأمر الذي نجم عنه الكثير من الهدر المدرسي. واجترار محو الأمية ونزول المستوى وبطالة خريجي الجامعات وهجرة الأدمغة ومما زاد في الطين بلا أن الوسائل السمعية البصرية، سواء منها المرئية أو المقروءة لم تنضبط هي بدورها، بجانب النظام التعليمي في بناء منظومة تربوية تحافظ في نفس الوقت على أصالة الهوية المغربية وتسهم في تثقيف المواطنين وفي تنمية البلاد، تنمية شاملة ومستدامة. قامت محاولات للإصلاح واستدراك الخلل، ولكن أغلبها باء بالفشل، إلى أن وضع الرهان أخيرا، بعد فوات كثير من الوقت، على الميثاق الوطني، وعلى المجلس الأعلى للتعليم، وعلى ما أطلق عليه أخيرا البرنامج الاستعجالي. ويسعد مؤسسة علال الفاسي، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الزعيم علال، أن تقترح على الأساتذة والباحثين محاور البحث التالية، رغبة منها في وضع مقاربة لتوضيح الرؤية حول هذا الموضوع الحيوي الشائك. مقومات الهوية المغربية في المنظومة التربوية، والتحديات الراهنة. المنظومة التربوية والمنظومة الاعلامية ورهانات التنمية الثقافية. التكوينات الجامعية وتحديات العولمة التنمية البشرية عن طريق محو الأمية. الدكتور خالد الصمدي الميثاق الوطني للتربية والتكوين بشكل عام يؤكد على الهوية العربية الاسلامية للمغاربة تناول الدكتور خالد الصمدي في عرضه مقومات الهوية المغربية في المنظومة التربوية والتحديات الراهنة وأشار إلى الإرتباط الوثيق بين التربوية وتكوين الهوية وخطورة هذا الموضوع خصوصا في السياق التاريخي الراهن المتميز بهيمنة العولمة وظهور العديد من مظاهر التطرف وكذا تنامي ظاهرة التنصير وألح الدكتور الصمدي عن الدور الهام الذي تلعبه التربية في بناء الهوية وتحصينها من الانحرافات التي تهددها عن طريق تهديدها للقيم. إذ لا يخفى كما يقول الدكتور الصمدي الغايات التي تهدف إليها التربية من المنظور الاسلامي وهو المرتكز الذي انبنت عليه كتابات المرحوم علال الفاسي الذي كان يرى المقومات الدينية أهم مرتكزات التربية وبناء الهوية وهي المرتكزات التي يجمعها القرآن الكريم. وأكد الدكتور الصمدي أن القيم الاسلامية لا نجدها فقط في مجال تكوين الهوية ولكننا نجد أيضا انعكاسات في المجالات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والحقوقية وأخلاقيات المهن وغيرها. وأشار الدكتور الصمدي إلى الوضعية الجغرافية والاستراتيجية التي يوجد ضمنها المغرب والتي تجعله معرضا لشتى أنواع التيارات الغربية والشرقية وتجعله بلدا منفتحا على التيارات مما يجعله المجمع أو الثقافة متعددة المرجعيات وهذا ما يجعل إدماج القيم في المفاهيم شيئا صعبا. وتساءل الدكتور الصمدي ان كانت المنظومة التربوية المغربية قد اهتمت بهذه المرتكزات أم أن هناك انقلابات في جوانب معينة. وأكد أن الميثاق الوطني للتربية والتعليم بشكل عام يؤكد على الهوية العربية الاسلامية للمغاربة وهو يهتدي بمبادئ العقيدة الاسلامية كمرجع. غير أن المتتبع للتضييقات على صعيد البرامج التربوية والكتب المقررة يرى أن هناك مدا وجزرا يجعل الاهتمام بهذه القيم مناسباتيا. كما لاحظ التركيز على قيم العقيدة الاسلامية يختزل في مادة التربية الاسلامية في حين أن هذه القيم يجب أن تشمل جميع المواد.