نظمت مؤسسة علال الفاسي أول أمس السبت بمدينة فاس ندوة فكرية هامة هي الرابعة في سلسلة الندوات التي ارتأت المؤسسة تنظيمها في إطار الاحتفال بالذكرى المائوية لميلاد الزعيم الراحل علال الفاسي. وتميزت هذه الندوة بحضور الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي وعضوي مجلس الرئاسة الأستاذ امحمد بوستة رئيس مؤسسة علال الفاسي والأستاذ عبد الكريم غلاب رئيس اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي وعمدة مدينة فاس الأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال وأطره بمدينة فاس، ،وعدد من الوزراء الاستقلاليين وعدد من الأساتذة الجامعيين وجمهور كبير من المتتبعين والمهتمين بالفكر عموما وبفكر الراحل المرحوم علال الفاسي على وجه الخصوص. و تمحورت أشغال هذه الندوة العلمية الهامة حول محورين حيث ركزت في الجلسة الصباحية على موضوع « النظام التربوي والتعليمي بالمغرب خلال قرن من الزمن نظرة تاريخية الرهانات والتحديات». ويأتي اختيار هذا الموضوع لما كان له من أهمية بالغة في فكر المرحوم علال الفاسي والحركة الوطنية بشكل عام، حيث أن الزعيم علال الفاسي كان منشغلا بفكرة التربية والتعليم على اعتبار أنها أساس استنهاض الهمم والشعور بالهوية الوطنية من أجل مقاومة المستعمر، كما أنها الوسيلة الأساسية للنهوض بأحوال هذه الأمة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وهي الواجهة التي ظل الزعيم علال الفاسي يناضل من أجلها وكرس لها جزءا كبيرا من اهتمامه، حيث أنه كان يرى أن صلاح الأمة لا يكون إلا بصلاح تعليمها إلا أن هذا التعليم وكما شهده القرن الذي ودعناه والذي عايش الزعيم علال الفاسي جزءا كبيرا من مراحله، ظل قاصرا عن بلوغ الأهداف التي ناضلت من أجلها الحركة الوطنية من أهمها التعريب والإجبارية والتوحيد والمغربة مما جعل هذا التعليم موضوعا للتجارب المختلفة التي تغيرت بتغير الحاجيات ووفق المراحل التي عاشها المغرب قبل وبعد الاستقلال، ومنها على الخصوص تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأطر. وقد قاربت مداخلات الجلسة الصباحية هذا الموضوع حيث شارك فيها الأساتذة خالد الصمدي وعبد الحي عمور ومحمد اليوسفي ومحمد العربي المساري الذي تلا عرضه بالنيابة ومحمد إد عمر ولحسن مادي. وأدار هذه الجلسة الأستاذ محمد بلبشير الحسني بعد الكلمة القيمة التي ألقاها الأستاذ محمد بوستة عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال ورئيس مؤسسة علال الفاسي إيذانا بافتتاح الندوة وكذا كلمة الأستاذ عبد الكريم غلاب عضو مجلس الرئاسة ورئيس اللجنة التنظيمية الذي قدم ملخصا للندوة. أما الجلسة المسائية فقد تمحورت حول حصيلة قرن من الزمان في المجال الإسلامي وقد ترأسها الأستاذ محمد السوسي عضو اللجنة التنفيذية وشارك فيها هو نفسه كما شارك فيها الأساتذة محمد بلبشير عضو اللجنة الثقافية لحزب الاستقلال ومصطفى الخلفي وأحمد السنوني. واهتم علماء الحركة الوطنية وعلى رأسهم الزعيم علال الفاسي بالتجديد الاسلامي، حيث كان له دور متميز بما نشر من كتب وما تحرك به ميدانيا من جهاد مستمر. وهذا من المواضيع التي شغلت علال الفاسي إذ كان يرى أنه إذا كان من الضروري الحفاظ على التدين وعلى الهوية بكل مقوماتها ، فإنه رأى أنه من الواجب تغيير النظرة الى هذه الهوية عن طريق التجديد في المجال الديني لفهم التراث من أجل استشراف المستقبل. وسنعود في عدد قادم لنشر تفاصيل هذه الندوة الهامة التي كانت حلقة هامة في حلقات الندوات التي تخلد الذكرى المائوية لميلاد زعيم التحرير المرحوم علال الفاسي.