قالت مصادر وثيقة الاطلاع بمدريد، في اتصال مع "أخبار اليوم"، إن جهات في الخارجية الإسبانية تشكك في خوض أميناتو فعلا لإضراب عن الطعام. وأكدت المصادر نفسها أن ما زاد من شكوك الخارجية الإسبانية هو تعارض تقرير الطبيب الشرعي الذي فحص أميناتو ليلية يوم الأحد، واقر بأن حالتها لا تستدعي إدخالها المستشفى، مع تقرير طبيبها الشخصي الذي صرح لوسائل الإعلام بأن حيدر يمكن أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أيام أو ساعات. واستنجدت الحكومة الإسبانية بالبرلمان الإسباني لدعمها في قضية إضراب أميناتو حيدر عن الطعام واعتصامها بمطار جزيرة لانثروتي منذ 24 يوما، ودعت كافة الفرق البرلمانية إلى مساندة مواقفها في الوقت الذي تلقت فيه الحكومة الاشتراكية نقدا لاذعا من طرف الحزب الشعبي المعارض الذي دعاها إلى مضاعفة جهودها الدبلوماسية مع المغرب. وتقدم الحزب الاشتراكي بمقترح في البرلمان من أجل مناقشة هذه القضية، وهو المقترح الذي يدعمه وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس، والناطق الرسمي باسم الفريق الاشتراكي في البرلمان الإسباني خوسي أنطونيو ألونسو (شغل منصب وزير الداخلية في أول حكومة لثباتيرو)، وصرح ألونسو لإذاعة كادينا سير صباح أمس (الثلاثاء) بأنه: "لا يمكن مناقشة هذا الموضوع في البرلمان الإسباني قبل يوم 15 دجنبر الحالي، لأن البرلمان هو المكان الوحيد الذي يمكن أن يقول فيه الشعب الإسباني بكل ديمقراطية لأميناتو حيدر إنه يتفهم قضيتها، لكن ما تفعله يعرض حياتها للخطر". ويهدف المقترح أيضا إلى الضغط على المغرب من أجل تحمل مسؤولياته وفق ما جاء على لسان المسؤول الإسباني. وزاد ألونسو، الذي حل ضيفا على إذاعة كادينا سير، أنه في حالة وصولها إلى درجة الخطورة يمكن إطعامها بالقوة. وبذل موراتينوس والفريق الاشتراكي مجهودات كبيرة من أجل ضمان موافقة الفرق البرلمانية على هذا المقترح غير القانون الذي يحمي ظهر الحكومة حيال هذه الأزمة، ووزع المقترح على غالبية الفرق البرلمانية للوصول إلى صيغة مشتركة تطرح خلال الجلسة البرلمانية العمومية يوم 15 دجنبر الحالي. وصرح وزير التجهيز الإسباني، خوسي بلانكو، بدوره بأن بلاده لن تسمح بوفاة شخص مضرب عن الطعام، لأن ذلك يتعارض مع المعايير والقوانين والمبادئ المعمول بها في إسبانيا. وبالمقابل، فتحت إذاعة كادينا كوبي (مقربة من الكنيسة الإسبانية) النار على المغرب عبر فتح باب الاتصالات للإسبان الذين دعا بعضهم إلى إغلاق الحدود مع المغرب وعدم فتحها أبدا، فيما اعتبر معلقو الإذاعة اليمينية أن ما يحصل هو فشل ذريع لوزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي يواجه هذا الأسبوع ظروفا صعبة بسبب ملفي أميناتو حيدر والرهائن الإسبان الثلاثة المختطفين في موريتانيا، والذين أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن اختطافهم.