الانفصاليون كتبوا شعارات معادية للمغرب على جدران المكتب الوطني المغربي للسياحة بعد أيام من التوتر الدبلوماسي مع إسبانيا، أرسل المغرب مصطفى المنصوري، رئيس البرلمان، إلى مدينة برشلونة ونزار بركة، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، إلى مدريد وبعض الشخصيات الحزبية بهدف القيام بحملة دبلوماسية لشرح مواقف المغرب إزاء سحب جواز سفر أميناتو حيدر، بعد فراغ في هذا المجال دام عدة أيام. وحل نزار بركة ضيفا على قناة "أنتينا تريس" الإسبانية في نشرتها المسائية التي تناولت تطورات القضية، موضحا للرأي العام الإسباني أن حيدر لم تطرد من المغرب وإنما سحب منها جواز السفر المغربي بعدما تخلت عن جنسيتها المغربية في المطار وأمام وكيل الملك بكامل إرادتها، وذلك بعد سنوات من استخدام جواز السفر المغربي في سفرياتها إلى الخارج، مؤكدا أن أميناتو كتبت في استمارة دخولها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا، في الخانة الخاصة بالجنسية، أنها مغربية وتخلت عن ذلك فور وصولها إلى العيون. وأضاف البركة، الذي تدخل باللغة الإسبانية، من أحد الفنادق التي يقيم بها، أن أميناتو حيدر رفضت كل الحلول التي اقترحت عليها من طرف إسبانيا بما فيها استرجاع جواز السفر، وهدفها الرئيسي من كل ما تفعله هو تجميد المفاوضات بين المغرب والبوليساريو. وكثف البركة اتصالاته مع وسائل الإعلام الإسبانية طيلة اليومين الماضيين، ودعا حيدر إلى المطالبة بالحصول على جواز سفر جزائري حتى تتمكن من السفر، لأن ذلك يلائمها أكثر، وزاد بركة أن هذه القضية لن تؤثر بأي حال من الأحوال على العلاقات بين الرباطومدريد. إلى ذلك، علمت "أخبار اليوم" من مصادر موثوقة بوصول مصطفى المنصوري، رئيس البرلمان المغربي، إلى برشلونة في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، من أجل عقد لقاءات مع مسؤولين كتالونيين وشرح وجهة النظر الرسمية للمغرب إزاء هذه القضية التي وضعت الدبلوماسيتين المغربية والإسبانية في حرج كبير، ويتوقع أن يكون المنصوري، الذي جاء مرفوقا بشخصيات من بعض الأحزاب المغربية، التقى برئيس الحكومة الإقليمية لكتالونيا خوسي مونتيا للتباحث في هذا الموضوع، نظرا للعلاقات التي نسجها مع ساسة كاتلونيا بعد زيارته الأخيرة في شهر أكتوبر الماضي. من جهة أخرى، شن انفصاليو البوليساريو حملة كتابة للشعارات المعادية للمغرب على بعض المنشآت الرسمية المغربية خاصة المكتب المغربي للسياحة بشارع بينتورا رودريغيث، وهي الشعارات التي لم تستطع السلطات الإسبانية منعهم من كتابتها. وعلمت "أخبار اليوم" أن أميناتو حيدر أعلنت عزمها متابعة السلطات الإسبانية قضائيا في حال أجبرتها على قطع إضرابها عن الطعام، ردا على تصريحات الناطق الرسمي باسم الفريق الاشتراكي خوسي أنطونيو ألونسو الذي لوح بذلك في تصريحات سابقة لإذاعة "كادينا سير"، فيما استغل نشطاء البوليساريو رسالة من طفلي أميناتو لكسب مزيد من التعاطف الإعلامي مع ما تقوم به. من جانب آخر، دعا ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، أميناتو حيدر إلى وقف إضرابها عن الطعام، لأن ذلك لن يجدي نفعا. وتسربت أنباء عن أن موراتينوس منزعج مما تقوم به أميناتو حيدر، خصوصا أنه تزامن مع خطف الرهائن الإسبان الثلاثة في موريتانيا وإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الحادثة ونشوب نزاع مع بريطانيا بشأن المياه الإقليمية في صخرة جبل طارق.