الحزب شكل لجنة تحضيرية للمؤتمر المنتظر عقده في أبريل المقبل حدد حزب الحركة الشعبية يوم 19 من الشهر الجاري موعدا لاجتماع اللجنة المركزية للحزب، في أفق الإعداد للمؤتمر الثاني بعد الاندماج في غضون أبريل المقبل. وعملت "أخبار اليوم المغربية" أن قيادة الحزب دخلت مرحلة الإعداد القبلي للمؤتمر، الذي من المنتظر أن يشكل منعطفا حاسما في مسار الحزب، خاصة بعد ابتعاد مؤسسه المحجوبي أحرضان الذي دخل متأخرا إلى مرحلة التقاعد السياسي. وعلمت "أخبار اليوم المغربية" من مصادرها أن أحرضان بقي بعيدا عن التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر، مستبعدة أن يكون له دور فاعل خلال أشغاله. هذا، ولم يتم الحسم إلى حد الآن في تاريخ عقد المؤتمر، إلا أن مصادر حزبية أكدت ل"أخبار اليوم المغربية" أن الموعد "لن ييتجاوز مارس أو أبريل المقبل". إلى ذلك، شكل المكتب السياسي الأخير للحركة لجنة تحضيرية ستعكف على الإعداد للمؤتمر المقبل. وضمت اللجنة، التي تتكون من عشرة أشخاص، مجموعة من الأسماء، ضمنها من كان ينتقد بشدة أوضاع الحركة الداخلية. ومن بين العناصر التي ضمتها اللجنة التحضيرية الوزير الأسبق أحمد الموساوي وعبد القادر تاتو وسعيد أمسكان ومحمد الفاضيلي وآخرون... ويعكف أعضاء اللجنة التحضيرية، بتنسيق مع الأمين العام، على إعداد أوراق المؤتمر. وعلى الرغم من فترات التوتر التي عاشتها الحركة أخيرا، خاصة بعد دخولها حكومة عباس الفاسي بحقيبتين أثارتا الكثير من اللغط في صفوف أعضاء الحزب، خاصة المحسوبين منهم على الرئيس أحرضان، إلا أن الأوضاع بدأت تهدأ، خاصة بعد استمالة العنصر، الذي يطمح إلى قيادة الحركة لولاية أخرى، للكثير من الغاضبين. وكان حفل الإفطار "الشهير" الذي عقده العنصر خلال رمضان الماضي ببيته وحضره جل أعضاء المكتب السياسي منعطفا مهما، حيث استطاع العنصر والموالون له التصدي لكل المناوشات التي كان يقودها بعض أعضاء المكتب السياسي، والتي بلغت حد المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للإطاحة بالعنصر من على رأس الحركة. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن ابتعاد أحرضان هيأ الأجواء للأمين العام العنصر من أجل قيادة الحركة لولاية أخرى، على الرغم من وجود أصوات كثيرة مناهضة له داخل وخارج المكتب السياسي. ولم يظهر إلى حد الآن أي اسم يمكن أن ينافس العنصر في المؤتمر المقبل. ورجحت مصادر من الحزب أن يمر المؤتمر دون "مفاجآت تذكر"، على الرغم من كثرة الانتقادات الموجهة إلى العنصر. ويعول الحركيون، خاصة أتباع العنصر، على المؤتمر المقبل من أجل "تطهير" الحركة وإعادة ترتيب أوراقها وتجاوز تبعات الاندماج التي فجرت خلافات قوية داخل الحزب، فضلا عن "تطهيره" من بعض "العناصر التي ظلت تشوش باستمرار على الحزب"، على حد تعبير بعض المصادر. ولم تبد أي من الأصوات التي عبرت في وقت سابق عن رفضها للطريقة التي تسير بها الحركة في الوقت الراهن أي رد فعل إلى حد الآن، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع اللجنة المركزية الذي يمثل الخطوة الأولى إلى المؤتمر الثاني بعد الاندماج.