حال أعضاء في المكتب السياسي للحركة الشعبية دون ترؤس المحجوبي أحرضان رئيس الحزب للجنة التحضيرية للمؤتمر الثاني عشر المزمع عقده في الربيع المقبل، بعد أن أبدوا خلال اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية مساء أول أمس الثلاثاء، بمقر الأمانة العامة للحزب بالرباط، معارضتهم لذلك. ووفقا لمصادر حركية، فإن بعض أعضاء المكتب السياسي استندوا في معارضتهم لترؤس «الزايغ» للجنة التحضيرية إلى «الحرج الذي سيجد الحزب نفسه فيه»، و«مخافة أن يكون إسناد الرئاسة لأحرضان بمثابة رسالة غير مناسبة لمن يهمه الأمر»، فضلا عن تداخل الاختصاصات بين كونه رئيسا للحزب وفي الوقت ذاته رئيسا للجنة التحضيرية، مشيرة إلى أنه أمام هذه المعارضة تم اختيار المحامي محمد السرغيني، عضو المكتب السياسي، لترؤس اللجنة التي ستتشكل من 120 عضوا يمثلون المكتب السياسي واللجنة المركزية والمنظمات الموازية (الشبيبة الحركية، الاتحاد النسائي الحركي) علاوة على نخبة من خبراء الحزب و5 أعضاء يمثلون كل جهة من الجهات الخمس عشرة. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد تم الاتفاق على لائحة أولية للجنة التحضيرية تضم بين مكوناتها أسماء تصنف على أنها من معارضي امحند العنصر، الأمين العام لحزب السنبلة، المطالبين بدمقرطة وتحديث الحزب، من أبرزهم محمد المرابط، متزعم «تيار التجديد والديمقراطية» ورئيس «شبكة الأطر» التي أقبرها المكتب السياسي، مؤخرا، فيما تم استبعاد أسماء أخرى من بينها عبد الواحد درويش، متزعم تيار «المشروعية الديمقراطية» بسبب رفع كل من العنصر وأحرضان «فيتو» ضد تمثيله في اللجنة وطلبهما ضمانات. إلى ذلك، أكد عضو في المكتب السياسي للحركة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن مجموعة من أعضاء المكتب السياسي سيعملون في الأيام المقبلة على محاولة تمثيل وترضية المبعدين من اللجنة التحضيرية التي سيعهد إليها بالانكباب، وفق نظام داخلي، على تحضير المؤتمر في شقيه المادي والأدبي، مشيرا إلى أن «التحضير للمؤتمر من قبل قيادة الحزب يسير في الاتجاه السليم، لكن الأمور بخواتمها». من جهة أخرى، كشف محمد مبديع، عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ل«المساء»، أن التاريخ الرسمي لعقد المؤتمر الثاني بعد اندماج الحركة الوطنية الشعبية، والحركة الشعبية، والاتحاد الديمقراطي سنة 2006، سيتحدد في غضون الأسبوعين المقبلين، وأنه لن يتعدى شهر يونيو المقبل، مشيرا إلى أن الحزب بصدد وضع برنامج العمل للمؤتمر. وشهد اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية نقاشا واسعا حول ضرورة إنجاح المؤتمر الثاني بعد الاندماج الذي مازال حركيون يقولون بعدم تحققه. وأكد مبديع، أن أعضاء المكتب السياسي أجمعوا على أن تكون محطة المؤتمر مصيرية وحدثا قويا، خاصة في هذه المرحلة السياسية الدقيقة جدا، مشيرا إلى أنه يتعين على الحركة التي هي حزب عريق وتاريخي أن يتطور وينفتح ويتأقلم مع التحولات السياسية والانفتاح الديمقراطي الذي تعرفه الساحة السياسية. وأضاف مبديع، في حديثه إلى «المساء»، أن هذا التوجه سيمكن الحزب من حجز موقع داخل المشهد السياسي، لاسيما أن الساحة السياسية تعرف فورانا من بين صوره توجه أحزاب نحو التأقلم مع المستجدات، وأخرى نحو إعادة التنظيم.