أمراض تقتل في المغرب بسبب نمط العيش غير الصحي وقلة النظافة 60 ألف وفاة سنوية بسبب أمراض القلب والشرايين، 70 ألف إصابة جديدة سنويا بالسكري، 26 ألف حالة إصابة تسجل كل سنة بداء السل، 660 إصابة سنوية بالتيفويد... كلها أرقام تشير إلى انتشار أمراض على نطاق واسع في المغرب سنة عن أخرى تؤدي إلى وفيات عديدة، في الوقت الذي تقل فيه خطورتها في دول أخرى مجاورة. "إن تغيير نمط العيش غير الصحي والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المأكل والمشرب والبيت كفيل بأن يقلل بأكثر من النصف نسبة إصابة الشخص بالأمراض حتى الوراثية منها، وفي حالة الإصابة التقليل من مضاعفاتها التي قد تؤدي إلى الوفاة"، يوضح ل"أخبار اليوم المغربية" الدكتور ناصر السفياني، مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط. تعتبر أمراض القلب والشرايين إضافة إلى السرطان السبب الرئيسي للوفاة في المغرب، ويؤكد الدكتور السفياني على أنه يمكن الوقاية من هذه الأمراض إلى حد كبير، عن طريق الامتناع عن التدخين وعدم معاقرة الكحول والابتعاد عن الأكل الدسم الغني بالكولسترول والقيام بانتظام بالتمارين الرياضية للتخلص من الوزن الزائد، "إنها خطوات سهلة والكل يعلم بها، لكن للأسف، رغم ذلك، لا يتبعها الكثير من المغاربة، فنرى رجالا في الأربعين يصابون بأمراض القلب"، يتابع الدكتور السفياني. أما بالنسبة إلى مرض السكري الذي تصل نسبة المصابين به في المغرب إلى ستة في المائة، وهي النسبة المرشحة للارتفاع خصوصا لدى الفئات العمرية الواقعة ما بين 30 و50 سنة، إضافة إلى ارتفاع الضغط الدموي، ورغم كونهما من الأمراض ذات الطابع الوراثي التي لا يمكن تفاديها عن طريق الوقاية لكن الشخص يتحمل مسؤولية مضاعفتها التي قد تؤدي إلى الوفاة. ويأسف الدكتور السفياني لكون عدد كبير من مرضى السكري لا ينتظمون في أخذ الأدوية ولا يحرصون على اتباع الحمية الغذائية التي وصفها لهم الطبيب المختص، "فتجد المريض لا يتناول الدواء إلا عندما تسوء حالته، وتجده في بعض الأحيان يتناول الدواء وفي الوقت نفسه لا يجد حرجا في تناول ما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات الغازية الغنية بالسكريات". أما بخصوص مرض السل، الذي أعلنت وزارة الصحة عن نيتها التخلص منه وتخصص له سنويا 25 مليون درهم، 60 في المائة منها توجه لشراء الأدوية والتجهيزات التقنية والمختبرية، بالإضافة إلى دعم مالي من الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا تبلغ قيمته حوالي ثلاثين مليون درهم، للفترة الممتدة من 2007 إلى 2012، إضافة إلى الأمراض التعفنية الأخرى، فقد شدد مدير مستشفى ابن سينا على أن التخلص منه يستلزم الحد من العدوى عن طريق النظافة الشخصية اليومية، إضافة إلى نظافة المأكل والمشرب والمكان الذي يعيش فيه الشخص ومكان عمله والحرص على تهويته جيدا وتعريضه للشمس.