فيما ترفض وزارة الصحة الكشف عن الأرقام الحقيقية لعدد الوفيات التي تخلفها سنويا لائحة من الأمراض القاتلة كداء السل والسرطان وروماتيزم القلب والتهاب السحايا وأمراض الجهاز التنفسي والسيدا، كشف عبد القادر طرفاي، طبيب جراح وباحث في قانون الصحة بكلية الحقوق بالرباط، أن العدد الإجمالي للوفيات المسجلة في المغرب وصل إلى 32 ألفا و275 شخصا سنة 2003، قتلت منهم أمراض القلب 4500 شخص سنة 2003، والسرطان 2700 شخص، وأمراض الجهاز التنفسي 2220 شخصا، وداء السل 646 شخصا. ويشكك طرفاي في هذه الأرقام ويعتبرها غير دقيقة لأن مصدرها هو المراكز والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة التي لا تشير، في كثير من الحالات، إلى الأسباب الحقيقية للوفيات. وحسب طرفاي دائما، فإنه يتم تشخيص 30 ألف حالة من الإصابة في داء السل لوحده، وهو ما يرجح أن عدد ضحايا هذا الداء أكثر بكثير مما هو معلن عنه، رغم أن مسؤولية علاج هذا الداء تقع على عاتق الدولة. ويقول مصدر طبي ل«المساء» إن داء السل بعد أن شهد انخفاضا ملحوظا خلال السبعينيات والثمانينيات وحتى متصف التسعينيات، فإن عدد المصابين بهذا الداء في تزايد مستمر علما بأن 90 في المائة من الأطفال ملقحون ضد هذا المرض. ويعزو طرفاي تزايد الإصابة بداء السل إلى تراجع الدولة في عملها الوقائي من هذا المرض بعد النقص المسجل في الموارد البشرية العاملة بوزارة الصحة، خاصة في عدد الممرضين الذين كانوا ولازالوا يلعبون دورا مهما في متابعة علاج المصابين. ويرى مصدر طبي أنه من الخطأ أن نصنف الأمراض في خانة الأمراض القاتلة وغير القاتلة لأن جميع الأمراض حاليا، يمكن أن تعالج إذا ما تم تشخيصها مبكرا، وإنما المشكل هو أن تبقى بعض الأمراض منتشرة في المغرب مع أنه كان المفروض أن تكون قد اندثرت كداء السل الذي يبقى مرضا خطيرا خاصة وأنه مرض معد وله تداعيات اجتماعية، لأن المصابين به يصبحون عاجزين عن العمل، مستغربا في الوقت نفسه كيف أن مرض روماتيزم القلب مثلا الذي غالبا ما يكون ضحاياه من الأطفال، لم نتمكن من تطويقه خاصة أن سبب انتشار هذا الداء هو التهاب اللوزتين، الذي يبقى علاجه غير مكلف، لكن عندما تحدث مضاعفات هذا الميكروب المسبب لهذا الالتهاب، يصبح من الصعب تحمل مصاريف العلاج خاصة بالنسبة إلى العديد من الأسر المغربية في ظل غياب التغطية الصحية.وبخصوص مرض السيدا، سبق لوزارة الصحة أن تحدثت في السنة الماضية عن 18 ألف حالة تم تسجيلها سنة 2006، وفي سنة 2007 تم تسجيل 20 ألف حالة، وهو ما يعني، حسب مصدر طبي، أن الوزارة فشلت في تقليص عدد المصابين بهذا الداء القاتل. وفي مقدمة أنواع السرطانات القاتلة، حسب المصدر ذاته، سرطان الثدي، ذلك أننا نجد امرأة واحدة من أصل كل 9 نساء بالدار البيضاء مثلا مصابات بسرطان الثدي، فيما يتم تسجيل 90 ألف حالة إصابة في داء السرطان تمكن أصحابها من الوصول إلى المراكز الصحية المختصة بعلاج السرطان لتشخيص الداء، لكنهم غادروا هذه المراكز بعد أن تعذرت عليهم مواصلة العلاج بحكم مصاريف العلاج الباهظة.