عيدٌ بأي حالٍ عدت ياعيدُ ،بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد كان هذا لسان حال غالبية المهاجرين المسلمين في كافة أرجاء إسبانيا، في أول أيام عيد الأضحى المبارك من هذه السنة الكبيسة،بزيادة فقط في تحديات المرحلة القادمة ،التي تنبأ في أحسن التوقعات بشهورٍ أخرى عجاف على إقتصاديات منطقة الأورو0 حيث بات المهاجرون المغاربة بإسبانيا خاصة المشتغلين في وظائف موسمية وممن لا يتوفرون على وثائق الإقامة القانونية، من أبرز ضحايا الأزمة المالية العالمية التي جعلت أوضاعهم تزداد سوأ، مما حدا ببعضهم للتفكير في العودة إلى بلدهم الأصلي مع تشدد بنود قانون الهجرة الجديد . وحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فقد وصلت نسبة البطالة بين المهاجرين المغاربة في2009 بإسبانيا إلى 33%. وتحتل الجالية المغربية البالغ عدد أفرادها 700 ألف، المرتبة الأولى بين الجاليات الأجنبية الأخرى . ويذكر أن الحكومة الإسبانية عرضت على المهاجرين المغاربة عودة طوعية إلى بلادهم مقابل تعويض مالي، لكن 80% رفضوا العرض حسب استطلاع للرأي أجرته جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا (أتيمي)، في حين أن 11.8% أبدوا استعدادهم للموافقة مع رفض شروط المغادرة، سواء المتعلقة بقيمة التعويض أو التنازل عن الإقامة. ويفضل غالبية المهاجرين المغاربة البقاء في إسبانيا لاعتبارات اجتماعية وحقوقية أيضا، والعيش هناك في ظل الأزمة مع ضمان حقوقهم في حدها الأدنى، على العودة الى بلدانهم والعيش في أزمة مضاعفة0 ورغم ذلك كله أبت وجوه المهاجرين المغاربة ممن حضروا صلاة عيد الأضحى بمختلف مساجد إسبانيا، إلاّ أن تكون الفرحة والبسمة عنوانا لجحافل المسلمين بمختلف ألوانهم0 حيث أكد لنا الكاتب العام لإتحاد الجمعيات الإسلامية باسبانيا وإمام مسجد مورسيا أن عدد المصلين يتجاوز في كثير من المساجد 2000 شخص من مختلف جنسيات العالم الإسلامي،كما أكد أن عدد معتنقي الإسلام من الإسبان و جنسيات أخرى في تزايد ملحوظ حسب قوله0 كما سُجِل حضورا إعلاميا ملفتاً لصحافة الإسبانية المكتوبة والمرئية منها لتغطية الحدث ،وأخد بعض التصريحات التي تفسر لرأي العام الإسباني تقاليد و سلوكيات المسلمين في مثل هذه المناسبات. فرصة تتخد منها بعض وسائل الإعلام الإسبانية اليمينية مادتها الدسمة ، مرة بوصمهم بالإرهاب والتطرف وممارسة العنف، ومرة أخرى بتقديم العرب والمسلمين مشجباً لكل أزمات البلد الإقتصادية والسياسية ،والمسؤولية عن سوء أحوال الطقس وظاهرة الإحتباس الحراري0 وقد عاش مسلمو قرطبة قبل أيام على إيقاع حملة إعلامية شرسة، تستهدفهم من قبل اليمين الإسباني المتطرف، الذي يزعم أن مسلمي المدينة يريدون تحويلها إلى;مكة; جديدة في قلب أوروبا، وذلك على خلفية النزاع الذي نشب بين المسلمين والمسيحيين المتشددين بخصوص مسجد قرطبة بعد أن طالب المسلمون بحقهم في الصلاة فيه،وطالبت أصوات إعلامية يمينية ;نسيان هذا الاقتراح بالمرة؛ لأنه يذكر بالقرون الثمانية التي أمضاها المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية;. ويُعدّ هذا النزاع أحد فصول المعركة التي يخوضها مسلمو قرطبة منذ فترة غير قصيرة، بمطالبتهم بتحويل جزء من مسجد قرطبة إلى مصلى للمسلمين، والاعتراف لهم بذلك رسمياً. وتشير أرقام المرصد الأوروبي لمعاداة العنصرية والكراهية إلى تنامي حالات التعرض للمسلمين في إسبانيا والاعتداء عليهم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، الأمر الذي من شأنه دق ناقوس الخطر في البلاد، خاصة وأن الحكومة الإسبانية تسعى إلى استمالة القيادات المسلمة والمنظمات العاملة في الحقل الإسلامي والدعوي لمحاربة استقطاب أفراد الجاليات المسلمة من قبل جماعات تصفها بالمتطرفة تنشط في البلدان الأوروبية، وشرعت في ربط جسور التعاون مع عدة جهات في الداخل والخارج، مثلما صنعت مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي لتدريب الأئمة وخطباء المساجد ، وهي نفس السياسة التي تقودها حالياً مع المركز الثقافي الإسلامي في مدريد. غير أن الرسالة الأهم التي تحرس الجمعيات الإسلامية والعمالية باسبانيا دوما على إحيائها، و تقديمها في أعيادها الدينية ،هي أن الإسلام كان دوما دين المحبة والسلام ،يآخي من يسالم ويدافع العدى ،دينٌ بدأ بشخص فصار أمة،يوحدها الدين وتفرقها جغرافية الساسة