ألقى نحو أربعين ألف شخص ما بين مشجع ولاعب ومسؤول الأحد نظرة الوداع الأخيرة على حارس مرمى نادي هانوفر والمنتخب الألماني روبرت إنكه الذي انتحر الثلاثاء الماضي بسبب معاناته من الاكتئاب. وتجمعت الجماهير في الملعب الخاص بنادي هانوفر من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على الحارس البالغ من العمر 32 عاما والذي رمى بنفسه أمام أحد القطارات السريعة فلقي حتفه.
وقال رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ثيو زوانزيغر إن الجميع يجب أن يتعلم من وفاة إنكه أن كرة القدم لا يمكن أن تصبح كل شيء، وأضاف "كرة القدم ليست كل شيء. كرة القدم لا تملك الحق بأن تكون كل شيء".
من جهته قال رئيس نادي هانوفر مارتن كيند "روبرت، كنت الرقم واحد بكل ما للكلمة من معنى. روبرت إنكه لا يملك سوى الأصدقاء وهو دخل القلوب ليس بسبب موهبته الرياضية وحسب بل بطبعه وتواضعه وبمودته".
وأثارت وفاة اللاعب موجة هائلة من الحزن والحداد لم تشهدها ألمانيا منذ جنازة المستشار الألماني السابق كونراد أديناور عام 1967.
لحظات مؤثرة وتميزت المراسم بلحظة دخول تيريزا أرملة إنكه، إذ وقفت لها الجماهير الحاضرة في المدرجات من أجل إظهار دعمها لها في هذه اللحظات الأليمة، كما كان مؤثرا أيضا قيام زملاء الحارس بحمل نعشه.
ونقل العديد من محطات التلفزة الألمانية المراسم التي حضرها لاعبو المنتخب والعديد من الوجوه الكروية الألمانية، مباشرة على الهواء كما وضعت خارج الملعب شاشتان عملاقتان من أجل إتاحة الفرصة للجماهير التي عجزت عن دخول الملعب لمتابعة المراسم.
وكان من المفترض أن يتواجد إنكه مع المنتخب الألماني في نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، علما أنه كان بديلا لينس ليمان خلال كأس أوروبا 2008.
وكان إنكه يعتبر المرشح الأوفر حظا لكي يكون الحارس الأول، إلا أن إصابته بفيروس غامض في سبتمبر الماضي فتحت المجال أمام منافسه رينيه ادلر لتعزيز حظوظه بأن يصبح الحارس الأساسي في المنتخب الذي حجز بطاقته إلى نهائيات كاس العالم المقبلة عام 2010.
وكان إنكه عاود التمارين الشهر الماضي مع فريقه بعد غياب دام خمسة أسابيع عن الملاعب.
وإنكه متزوج وله ابنة تبلغ ثمانية أشهر تبناها بعد وفاة ابنته الأصلية لارا بمرض في القلب قبل سنتين.
وخاض إنكه ست مباريات دولية في صفوف منتخب بلاده وسبق له أن لعب لأندية خارجية أبرزها بنفيكا البرتغالي (1999-2002) وبرشلونة الإسباني (2002-2003) وتينيريفي الإسباني أيضا (2003-2004).
رسالة وترك إنكه رسالة يعتذر فيها عن ما أقدم عليه، وهو كان قد اتصل في اليوم الذي انتحر فيه بالمستشفى المحلي ليلغي المواعيد المحددة له لمعالجة حالة الاكتئاب التي يعاني منها.
وكشفت زوجة إنكه في مؤتمر صحفي الأربعاء أن زوجها كان يعاني حالة اكتئاب وكان يخضع للعلاج للتخلص منها منذ عام 2003.
كما تردد عبر المقربين من إنكه، أنه لم يتمكن من التغلب على مأساة فقدان طفلته، وأقدم على الانتحار لهذا السبب. وذكر تلفزيون أي آر دي الألماني أن مكان وفاة إنكه يبعد نحو مائتي متر عن قبر طفلته.
يذكر أن الاتحاد الألماني ألغى المباراة الدولية الودية التي كانت مقررة بين منتخبي ألمانيا وتشيلي السبت بسبب انتحار إنكه.