أعلن اتحاد الكرة الألماني أنه ألغى مباراة ودية دولية أمام شيلي كان مقررا لها غدا في كولون ، عقب وفاة روبرت إنكه حارس مرمى المنتخب الألماني الثلاثاء . وكان إنكه ، الذي كان يعالج من مرض الاكتئاب منذ عام 2003 ، خائفا من فقدان حق حضانة أبنته المتبناة ومسيرته الكروية في حال الإعلان عن أمر مرضه على الملأ. وقالت تريزا إنكه أرملة إنكه إن زوجها عانى من اكتئاب حاد لعدة سنوات قبل أن ينهي حياته منتحرا الثلاثاء. واتفق الطبيب المعالج لإنكه مع ما ذهبت إليه زوجته وقال خلال مؤتمر صحفي في هانوفر اليوم الأربعاء إن انكه بدأ في تلقي العلاج للمرة الأولى عام 2003 . وأضاف الطبيب أن نجم كرة القدم اللامع كان يتلقى العلاج الطبي حتى قبل وفاته بفترة قصيرة. وكانت الشرطة الألمانية قد أكدت أن إنكه/32 عاما/ ترك خطاب وداع قبل أن ينتحر أمس بإلقاء نفسه أمام أحد القطارات. وقال أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور عندما تسمع عن شيء مثل هذا تصبح جميع الأمور الأخرى تافهة. وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها الشديدة لوفاة روبرت إنكه. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيجمانس في برلين إن المستشارة أعربت عن صدمتها وتعازيها في خطاب شخصي أرسلته إلى أرملة إنكه. ورفض شتيجمانس الكشف عن تفاصيل ما جاء في الخطاب انطلاقا من الحفاظ على خصوصية هذا الخطاب الشخصي. وأثارت واقعة انتحار إنكه صدمة واسعة بين مشجعي كرة القدم في ألمانيا. وتجمع المئات في صفوف طويلة أمام استاد إيه دبليو دي في مدينة هانوفر الألمانية صباح اليوم الأربعاء لكتابة عبارات الوداع لنجمهم الشهير. ووضع نادي هانوفر قائمة طويلة يمكن لمشجعي كرة القدم تدوين عبارات العزاء عليها بجانب قميص النجم الراحل وثلاث شمعات أمام المدخل الرئيسي للاستاد. ووضع عشرات المشجعين الشموع عند مدخل الاستاد والقمصان التي تحمل رقم اللاعب الراحل. في الوقت نفسه سادت حالة من الحزن في العديد من المواقع الالكترونية المعنية بأخبار كرة القدم كما قام نادي هانوفر بتغيير شكل صفحته الرئيسية على الانترنت والتي تحولت للون الأسود مع عبارة:ننعي روبرت إنكه. وانتحر إنكه بالقاء نفسه أمام أحد القطارات. وفي تطور منفصل يؤكد واقعة الانتحار قالت مصادر الشرطة إنها عثرت على خطاب وداع من إنكه. ولم يأت إنكه ضمن قائمة المنتخب الألماني التي أعلنها المدير الفني يواخيم لوف للمباراتين الوديتين المقبلتين أمام منتخبي شيلي وكوت ديفوار يومي السبت والأربعاء من الأسبوع المقبل ، على الترتيب. وشارك إنكه للمرة الأولى مع المنتخب الألماني في 28 آذار 2007 في المباراة الودية التي خسرها الفريق أمام الدنمارك 0/1 . وكانت آخر مباراة شارك فيها إنكه مع المنتخب الألماني في 12 آب عندما فاز الفريق على منتخب أذربيجان 2/0 . وكانت مسيرة إنكه صعبة للغاية كما انه لم يكن من الحراس أصحاب الشهرة والبريق مثل أوليفر كان أو ينز ليمان. ولد إنكه في جينا بألمانياالشرقية سابقا ، وبدأ مشاركاته في مباريات البوندسليجا ضمن صفوف فريق بوروسيا مونشنجلادباخ الذي لعب له من 1996 الى 1999 ثم انتقل لصفوف بنفيكا البرتغالي لمدة ثلاث سنوات ، ومنه إلى برشلونة الأسباني ، حيث لم يستطع فرض نفسه على الفريق ، ومن ثم أعير إلى فناربخشة التركي وتينيريفي الأسباني. كما كانت مسيرته الدولية مع المنتخب الألماني بعيدة عن الوضع المألوف حيث استدعي للفريق للمرة الأولى في كأس العالم للقارات 1999 ، لكنه لم يشارك في أي مباراة مع الفريق ، ثم انتظر سبع سنوات حتى استدعي مجددا لصفوف الفريق. جاء التغيير المفاجئ في مسيرة الراحل الدولية العام الماضي فقط ، حيث كان الحارس الثاني للفريق بعد ينز ليمان الذي حرس مرمى المنتخب الألماني في يورو 2008 ثم أصبح المرشح لحراسة المرمى في الفريق بشكل أساسي ومنتظم لدى اعتزال ليمان عقب انتهاء البطولة الاوروبية . وشارك إنكه مع المنتخب الألماني في ثماني مباريات دولية ، منها ست مباريات في موسم 2008/2009 ، حيث تنافس على حراسة المرمى كل من رينيه أدلر ومانويل نيور وتيم فايسه. وقرر إنكه أخيرا أن يكتب كلمة النهاية لمسيرته ، ليس فقط مع كرة القدم بل مع الحياة. في ذات الاتجاه، كشف فالنتاين ماركسيل الطبيب الخاص لحارس مرمى منتخب المانيا ونادي هانوفر روبرت انكه بان الاخير ترك رسالة اعتذار قبل اقدامه على الانتحار. وكان انكه رمى بنفسه امام احد القطارات السريعة فلقي حتفه. وقال الطبيب ترك روبرت رسالة يعتذر فيها سلفا عما اقدم عليه. واوضح في اليوم الذي انتحر فيه اتصل بالمستشفى المجلي ليعلن الغاء جميع المواعيد المحددة له لمداواة حالة الاكتئاب التي يمر فيها حتى اشعار اخر مشيرا الى يشعر بتحسن كبير في الاسابيع الاخيرة. وتابع للاسف لم نتمكن من انقاذ حياته وعدم الانتحار. برأي لم تكن هناك مؤشرات تفرض ادخاله الى المستشفى. في المقابل قال متحدث باسم نادي هانوفر بانه ليس واثقا من قدرة لاعبي الفريق خوض المباراة المقبلة ضد شالكه خارج ملعبه في 21 الحالي وقال اندرياس كوهنت سنرى ما اذا كان بامكان اللاعبين التدريب مطلع الاسبوع المقبل، نريد ان نعرف اذا كان لاعبو الفريق يتمتعون بالذهنية اللازمة للتحضير لمباراة في الدوري المحلي. وختم لا ادري ما ذا كان بمقدورنا مواجهة شالكه، وامل ان يتفهم زملاؤنا في الفريق الاخر هذا الامر.