افتتحت مساء الخميس بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط, الدورة الأولى ل`"اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان", التي ينظمها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان,, وذلك في الفترة ما بين 12 و15 نونبر الجاري. وتميز حفل الافتتاح,, بعرض آخر أفلام المخرج الجزائري مرزاق علواش "حراكة", بحضور هذا الأخير رفقة فريق إنجاز الفيلم. ويحكي الشريط (105 دقيقة) مغامرة مجموعة من الشباب الجزائري الذين يحاولون, بشكل سري, عبور البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى جنوباسبانيا. وقبل العرض أكد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان, أحمد حرزني, في كلمة بالمناسبة, أن انعقاد هذه اللقاءات السينمائية تعبير عن الأهمية التي يوليها جلالته لحقوق الإنسان, مبرزا أن خطابات جلالته لا تخلوا من إشارة إلى أهمية تثبيت وإرساء هذه الحقوق والديموقراطية بالمغرب, كاختيارين لا رجعة فيهما. وأكد حرزني أن المجلس, وبعد أن كان يعمل خلال العقد الماضي على قضايا الماضي وجبر الضرر وتعويض الضحايا, يعود تدريجيا إلى المهمة الأصيلة والأصلية له, والتي تتلخص في النهوض بثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها في شموليتها. وأوضح أن انعقاد هذه اللقاءات يأتي في هذا الإطار, على اعتبار ان السينما رافعة من الروافع الاساسية للوعي بحقوق الإنسان, وأداة أساسية لحفظ الذاكرة. وأعلن حرزني أن المجلس وقع اتفاقية مع المركز السينمائي المغربي, سيتم بموجبها تشجيع كل عمل يوظف السينما في مجال حقوق الإنسان, داعيا كتاب السيناريو والمخرجين, الذين يستشعرون أهمية الموضوع, للتعاون مع المجلس والمركز للقيام بهذه المهمة. وأشار إلى أن الدورة الأولى لهذه اللقاءات, حريصة على تغطية المجال المتوسطي, آخذة بعين الاعتبار, ليس فقط المجال الجغرافي, ولكن أيضا المجال الثقافي. من جهته اعتبر رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج, إدريس اليزمي, أن الثقافة والقضايا المرتبطة بها, تساهم بشكل كبير في تطوير العلاقات بين الوطن الأم والجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأضاف أن السينما من الأشكال التعبيرية المهمة التي تتطرق للهجرة والقضايا المرتبطة بها كالعنصرية, مشيرا في هذا الصدد إلى أن الدورة المقبلة للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء, ستكون فرصة مواتية أخرى, بالإضافة إلى هذه اللقاءات, للتعرف على قضايا المهاجرين المغاربة, وذلك بعد أن تم الاتفاق مع وزارة الثقافة لتكون قضية المهاجرين المغاربة, والهجرة بصفة عامة, المحور الأ ساسي لهذه الدورة. أما رئيس المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل, فأكد, بعد أن شدد على أن هذه اللقاءات نجحت عند ولادتها, أن العلاقة بين السينما وحقوق الانسان, علاقة قديمة وضرورية في بعدها البيداغوجي, على اعتبار أن السينما تعد أحسن أداة تربوية للتعريف بهذه الحقوق, بالصورة والصوت. وأشار إلى أن هذا المهرجان السينمائي "ضرورة وليس زيادة", مبرزا أنه سيصبح, بالموازاة مع المهرجانات السينمائية الأخرى, أهم مهرجان ذي البعد الإنساني في العالم العربي والافريقي. وتقترح الدورة برمجة متنوعة تضم أربعة عشر عملا سينمائيا ما بين أفلام روائية ووثائقية, وثلاث ندوات حول "السينما كشاهد على التاريخ" و"نضالات النساء بالمنطقة المتوسطية" و"الهجرة بالمنطقة المتوسطية" وورشتين حول "السينما والمقررات الجامعية" و"حقوق الصورة". كما ستتدارس العديد من القضايا, كالهجرة السرية والذاكرة ومدونة الأسرة وجرائم الشرف وحقوق المرأة. وقد تم توجيه الدعوة لسينمائيين مغاربة وأجانب, اشتغلوا على قضايا حقوق الإنسان والذاكرة, للمشاركة في فعاليات هذه الدورة الأولى من اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان, منهم على الخصوص الفنان السوري دريد لحام, الذي سيتم تكريمه السبت المقبل بهذه المناسبة. يشار إلى أن اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان, التي ستعرض فيها أفلام من المغرب والجزائر وفلسطين وتركيا وسورية والبوسنة والبيرو, تنظم بشراكة مع عدة فعاليات منها على الخصوص مجلس الجالية المغربية بالخارج, والمركز السينمائي المغربي.