تميزت اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان التي نظمها المجلس الاستشاري لحقوق الانسان بالرباط ما بين 12 و 15 نونبر ,2009 بشراكة مع المركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بعروض سينمائية (وثائقية وروائية) تطرقت لعدة قضايا لها علاقة بحقوق الإنسان مثل الهجرة السرية والتعذيب في السجون ونضالات المرأة والقضية الفلسطينية ومجازر الجزائر في التسعينات والاعتقالات التعسفية ومجازر البوسنة والهرسك... وقد كان من بين أقوى اللحظات التي عرفتها التظاهرة الشريط الروائي الجزائري حراكة(2009) لمخرجه مرزاق علواش الذي تم عرضه في الافتتاح، وهو الشريط الذي يعرض للهجرة السرية من قبل بعض الشباب الجزائري عبر قوارب الموت، في إشارة إلى شباب المغرب العربي. كما حظي الشريط الوثائقي أماكننا الممنوعة(2007) للمخرجة المغربية ليلى الكيلاني باهتمام واسع من قبل الجمهور لتطرقه لضحايا الاعتقلات التعسفية ابن سنوات الرصاص، ودور لجنة الانصاف والمصالحة في الكشف عن تلك الانتهاكات. وعرف الشريط الروائي الفلسطيني ما تبقى من الزمن (2009) لمخرجه إيليا سليمان حظرا مكثفا للجمهور. وهو الشريط الذي يروي قصة فلسطين من خلال السيرة الذاتية لمخرجه الذي وظف السخرية في تعاطيه مع قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتعامل العرب مع القضية. هذا وقد أعاد إلى الأذهان الشريط الوثائقي عندما تكون السماء شديدة العلو... (2008) لمخرجه رودي اوران مذبحة سريبرينتشا المرتكبة من طرف الصرب، والتي راح ضحيتها مسلمو البوسنة والهرسك. وعلى هامش العروض شهدت قاعة با حنيني وقاعة الفن السابع ندوات حول السينما كشاهد على العصر ونضالات النساء بالمنطقة المتوسطية والهجرة في المنطقة المتوسطية، وكذلك لقاءات مع مخرجين ومناضلات حقوقيات كالمعتقلة السابقة فاطنة بنت البيه وفريدة بورقية ومولود ميمون وسونيز نيكاتي... فضلا عن ورشات حول السينما والمقررات الجامعية وحقوق الصورة. وقد تميز اليوم الثالث بتكريم الفنان السوري ديرد لحام الذي عرض له شريط الحدود ذو البعد السياسي. من جهة أخرى، وفي إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، شاركت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بتعاون مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بفيلم قصير تحت عنوان أنوار المصالحة؛ تم عرضه يوم السبت 14 نونبر بمقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان على الساعة الخامسة بعد الزوال. ويتم التركيز من خلال هذا العمل الفني، على عمل نوادي حقوق الإنسان والمواطنة بالمؤسسات التعليمية التابعة للنيابة الإقليمية بمدينة خنيفرة، ورصد طريقة الاشتغال داخلها، التي ستقود التلميذات والتلاميذ إلى الوقوف على ماضي الانتهاكات الجسيمة للمنطقة، وصيرورة الإنصاف والمصالحة خاصة في شقها المتعلق بجبر الضرر الجماعي، وملامسة بعض الاقتراحات ذات الارتباط باستشراف أفق إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها، حتى لا يتكرر ما جرى. وقد حضر العرض جمهور قليل جدا كان من بينه بعض تلاميذ مدينة خنيفرة الذين شاركوا في الشريط الذي قال عنه أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إن فكرته جيدة، لكنه يحتاج إلى مزيد من التعديلات، لاسيما وأن العمل أنجز في وقت ضيق. وللإشارة؛ فإن اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان التي عانقت فضاء أمريكا اللاتينية تأتي في دورتها الأولى؛ في إطار إبراز العلاقة التفاعلية بين العمل السينمائي والحقوقي، لأن السينما كما صرح بذلك أحمد حرزني رئيس التظاهرة مساء افتتاحها: السينما رافعة من روافع الوعي بحقوق الإنسان، ومن ثم لا يمكن الاستغناء عنها لحفظ الإنسان. وبهذه المناسبة أعلن أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، عن فتح باب لتشجيع الأعمال السينمائية التي تتطرق لمسألة حقوق الإنسان؛ سواء من خلال كتابة السيناريو أو الإخراج. وهي الخطوة التي ستكون لها انعكاسات إيجابية على المجال السينمائي في ما يخص حقوق الإنسان.