فقد تم تكريم روح هذه المغنية الرائدة بباب المنزه يوم الجمعة. كما تم بدار الصويري صباح يوم السبت عرض فيلم يعكس مسار حياتها وإنتاجها, تلته أداءات لأغانيها ولمقاطع أخرى من الموسيقى العربية اليهودية الأندلسية بصوت عدد من الفنانين الحاضرين مثل حياة بوخريص وفرانسواز أتلان. وتعد الزهرة الفاسية, التي توفيت سنة 1994 عن عمر يناهز 89 عاما, واحدة من الفنانين الذين لم يقدموا إسهامهم للثقافة الشعبية على مستوى الأداء الموسيقي فحسب, بل ألفوا عدة أغاني بالعربية الدارجة تظل إلى الأبد راسخة في الذاكرة الجماعية. وفي تقديم لأمسية الجمعة التكريمية لزهرة الفاسية أشارت الوزيرة الجهوية للأندلس, روزا توريس رويز, إلى أن مهرجان الأندلسيات الأطلسية, الذي يعد مبادرة تحظى بالدعم من الضفتين, ينجح كل سنة في تحويل مدينة الصويرة إلى فضاء للثقافة والتعايش. وأبدت ارتياحها لكون الأندلس والمغرب يحافظان اليوم على علاقات ثنائية غنية معربة عن اعتقادها بأن أساس هذا التعاون هو المعرفة والتقاسم والاحترام المتبادل. وزهرة الفاسية مغنية مغربية من أصل يهودي تنحدر من مدينة صفرو يلاحظ الباحث في مسيرة الفنانة زهرة الفاسية تضاربا في المراجع التي تؤرخ لحياتها، فبعضها يرجع تاريخ ميلادها إلى سنة 1900 م بمدينة فاس , و وفاتها في السبعينات بإسرائيل. وبعضها الآخر يرجعه إلى عام 1905 م بمدينة صفرو , ورحيلها في عام 1995 باسرائيل. • سجلت أول أعمالها في سنوات العشرينات من القرن الماضي عند شركة باطي و كراموفون. زهرة الفاسية ليس هو إسمها الحقيقي لأن العادة جرت أن النساء المغنيات كن يخفين اسمهن الحقيقي حتى لا تمس العائلة بسوء لأن الغناء كان ينظر إليه اجتماعيا بنظرة سلبية. عاشت زهرة الفاسية أكثر من ستين سنة في المغرب ابتداء من مدينة صفرو مسقط رأسها، و مرورا بكل من فاسالمدينة التي بدأت فيها مسيرتها الفنية، و مدينة الرباط حيث بدأت تسجيل أسطواناتها الصوتية لتحط الرحال بمدينة الدارالبيضاء كآخر مدينة مغربية ستستقر بها قبل الهجرة إلى فرنسا مطلع الستينيات و منها إلى إسرائيل سنة 1964 لتستقر بشكل نهائي هناك مع العديد من العائلات اليهودية المنحدرة من المغرب. والمتفق عليه أن زهرة الفاسية من اليهود المغاربة ،وقد بدأت مسيرتها الغنائية بإتقان فن الملحون المغربي والتلمساني ، وسجلت أول أعمالها في العشرينات من القرن الماضي لدى شركة باطي وكراموفون. ورحلت في الأربعينات إلى العاصمة الرباط ،واستقرت بمنزل محاذ للإذاعة المغربية، ثم بعدها إلى بيتها الجديد بزنقة سارة برنار بالدارالبيضاء .وفي مطلع الستينات هاجرت إلى فرنسا ، ومن هناك إلى فلسطين حيث سيستقر بها الحال بمدينة عسقلان إلى أن وافتها المنية. و تم الاقتصار على إيراد اسمها الفني دون أدنى ذكر أو إشارة إلى اسمها الحقيقي. فنيا تعتبر الفترة الممتدة بين 1940 و 1960 عصرها الذهبي من حيث العطاء ،من أعمالها المتميزة: عيطة بيضاوية و عيطة مولاي إبراهيم ونشكي لربي. يرى المتتبعون للشأن الفني أن أغنيتها حبيبي ديالي فين هو العمل الفني الأكثر تقليدا بلا منازع في خزانة الأغاني المغربية ،حيث أداها كل المطربين اليهود المغاربة بل المغاربيين بلا استثناء ، نذكر منهم : سالم الهلالي ، والبير سويسا، وفيليكس المغربي ، وبطبول ، وبنحاس .... دون أن ننسى أداءها من طرف جل مطربي الأغنية الجبلية المغربية . وقد تناوبت على تأديتها أيضا أغلب الأصوات المغربية التي أثتت بها فضاءات الأعراس منذ العشرينات من القرن الماضي. طبعت وزارة الثقافة المغربية أسطوانة خاصة بالفنانة زهرة الفاسية ضمن أنطولوجيا الموسيقى المغربية في الجزء الخاص بالمغنين اليهود المغاربة. والأسطوانة تتضمن ثمان أغان هي : • حبيبي ديالي فين هو • يا محلى وصولكم • حبك تلفني على شغالي • يا وردة • الغربة • زاد علي الغرام • شعلت النار • سعدي ريت البارح