يكرم مهرجان الأندلسيات الأطلسية في دورته التاسعة، التي تنظم بين 29 أكتوبر الجاري، وفاتح نونبر المقبل، بالصويرة، الفنانة الراحلة زهرة الفاسية، من خلال تقديم مجموعة من أعمالها بصوت الفنانتين حياة بوخريص, وريموندا البيضاوية.وإذا كانت دورة 2008 سلطت الضوء على الراحل سامي المغربي، فإن دورة هذه السنة، ستحيل على فترة تاريخية مهمة من الفن المغربي الراقي، الذي خلفته زهرة الفاسية، التي تعتبر رائدة في هذا النوع من الغناء من خلال ريبريتوار غني يحيل على ستة عقود من العطاء. وقال أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن مهرجان الأندلسيات الأطلسية لمدينة الصويرة سيكون هذه السنة مرة أخرى، بمثابة دليل حقيقي للثقافة والفن، وأضاف أزولاي مدير المهرجان، خلال لقاء صحفي عقد يوم الأربعاء الماضي، بالدارالبيضاء لتقديم دورة 2009، أن "هذا المهرجان الفريد من نوعه، هو بمثابة احتفال بالذاكرة ونقل التراث والاختلاف، والتعبير بصوت واحد عن ثروات وعمق المغرب المتعدد، الذي يهتز في انسجام على أنغام موحدة لموسيقى بلا حدود. وأشار أزولاي، إلى أن المغرب تمكن قبل الآخرين بزمن طويل، وفي مناخ زعزعته غالبا النظريات الرجعية لصدام الثقافات والأديان، من أن يرسل للعالم إشارات الحداثة والانفتاح على كل الحضارات، مشيرا إلى أن المهرجان يستمد مشروعيته وفرادته "من العمق والتنوع الروحي والثقافي، الذي كان لبلدنا موهبة الحفاظ عليه وإنطاقه". واعتبر أزولاي، أن هذا التعدد، الذي ستؤديه حياة بوخريص تكريما للراحلة زهرة الفاسية، وهذا التنوع الروحي، الذي سيجسده الحاخام حاييم لوك على الخشبة إلى جانب أوركسترا وجدة بقيادة أحمد فاكر، سيكون من ضمن اللحظات القوية لهذا المهرجان، الذي يطمح إلى أن يجعل من الصويرة فضاء ثقافيا وموسيقيا لمقاومة النسيان وانحرافات الفكر الوحيد. وتعتبر دورة 2009 من مهرجان الأندلسيات الأطلسية، فرصة للتعريف بالفن المغربي، إذ سيفتتح المهرجان بحفل استعراضي كبير بمشاركة جوق زرياب من وجدة والحاخام-المغني حاييم لوك، مع لقاء فريد ومتميز، يجمع على خشبة باب المنزه راقصي فرقة كاثاك القادمة من بيناريس بالهند الشمالية، ونخبة من أروع راقصي الفلامنكو، من قبيل آنا لاتيشنا حول حفل "أندلسيا" الذي تنظمه مدينة الصويرة، والذي سيسجل تاريخه في ذاكرة الأندلسيات بحروف من ذهب. وستسافر الفرقة الجزائرية طرب ومجموعة فؤاد ديدي بالحاضرين إلى رحاب مدينة تلمسان، كما ستحتضن مدينة الصويرة في إطار المهرجان، معرضا للوحات يشارك بطريقة مباشرة في إعادة بناء الهوية، يحمل عنوان "ذاكرات مغربية في بريطانيا" الذي ينظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج حول مجموعة بول دهان، حيث يسعى إلى اكتشاف التنوع والخصوصية وعمق العلاقات التاريخية بين المغرب وبريطانيا. ويعتبر هذا المعرض بمثابة رحلة موثقة ومصورة عبر التبادل الدبلوماسي والاجتماعي, والسيرة الذاتية لبعض المغاربة المهاجرين إلى بريطانيا, علاوة على الإرث المشترك للمغاربة الحاملين للجنسية البريطانية.