عندما وصلنا إلى إحدى نقط التفتيش في ميناء أسدود، كان رفقتي شاب فلسطيني من المشاركين في قافلة الحرية، فخاطب جنديا إسرائيليا قائلا: «هذا برلماني دبلوماسي» فاحتاط الجندي، ونادى على أحد رؤسائه، وخاطبه بالعبرية بما مفاده أنني برلماني»، فسأل الرئيس الجندي: «من أي دولة؟» فأجاب الجندي وهو يتفحص جواز السفر الأحمر البرلماني قائلا: «موروكو»، فرد الرئيس بسرعة «كبلوه». هكذا وصف عبد القادر عمارة، برلماني العدالة والتنمية، طريقة تعامل الإسرائيليين معه عندما عرفوا أنه برلماني مغربي، وذلك خلال ندوة صحافية عقدها أول أمس. وغصت قاعة بمقر العدالة والتنمية بالرباط بأعضاء الحزب وبالصحافيين، وتم تنظيم حفل استقبال لعمارة بالتمر والحليب والشعارات، بحضور أعضاء من الأمانة العامة للحزب. وروى عمارة تفاصيل ما جرى لباخرة «مرمرة» التي كان على متنها، وقال إن «الأتراك الذين نظموا الرحلة كانوا يتولون كل أعمال النظافة والتغذية والحراسة، ولهذا فهم الذين بقوا فوق سطح الباخرة لذلك كان أكبر عدد من الضحايا منهم». وحول ملابسات انضمامه إلى القافلة، قال: «اقترحت الموضوع على فريقي البرلماني، فكان العشرات من أعضاء الفريق يريدون التطوع، لكنني أصررت على عدم التنازل عن هذا الشرف». من جهة أخرى، هاجم لحسن الداودي الطريقة التي تعاملت بها السلطات الأمنية في مطار محمد الخامس مع مستقبلي العائدين من قافلة الحرية، وقال: «الحكومة بدل أن تستقبل العائدين طعنتهم»، وانتقد رفض السلطات السماح باستقبال عمارة في القاعة الشرفية، قائلا: «لا ندري لم يصلح البرلماني في المغرب ما دام لا يستطيع دخول المطار ولا الاستقبال في القاعة الشرفية؟». إلى ذلك، قال حسن الجابري، عضو جماعة العدل والإحسان وأحد المشاركين في الوفد المغربي الذي كان ضمن أسطول الحرية، إن الاستقبال الذي تلقوه في مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء عقب عودتهم من الأردن كان مؤسفا ومخيبا للآمال، مشيرا إلى أن بناته كن واقفات على بعد كيلومترين من المطار بعدما منعتهن قوات الأمن رفقة باقي المستقبلين من الاقتراب من المطار. وتابع الجابري، خلال ندوة صحفية عقدت أمس الجمعة: «بعد عودتنا إلى الأردن والاستقبال الكبير الذي تلقيناه هناك، كنا نتوقع أن نستقبل في بلدنا كما استقبلت الوفود المشاركة في بلدانها، خاصة وقد سمعنا أن التعليمات الملكية ماضية في هذا الاتجاه»، لكن، يضيف المهندس الجابري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بجماعة العدل والإحسان، «فوجئنا في مطار الدارالبيضاء بمحاصرة أبنائنا من قبل القوات العمومية المدججة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع». وتساءل الجابري في البيان، الذي تلاه في الندوة الصحفية، عن الجهات التي اتخذت قرار محاصرة المطار وترك المئات من أعضاء وقياديي جماعة العدل والإحسان في حر الشمس منذ الساعات الأولى للصباح إلى ما بعد الثالثة مساء، وقال: «تعليمات من هذه التي تتصرف هكذا؟ وتحاصرنا إعلاميا إلى هذا المستوى؟». وأضاف الجابري أن «الجهات التي انفردت بتدبير علاقة الدولة بجماعة العدل والإحسان كانت جد متطرفة، ومازال تطرفها يحرجها حتى في ذكر اسم الجماعة». وعبر الجابري، في كلمته، عن أمانيه في ألا يؤثر هذا «الخطأ» في الاستقبال، كما سماه، على أهمية الحدث، مشيرا إلى تشبث المشاركين في أسطول الحرية بمغربيتهم. ومن جانبه، أعلن عبد الصمد فتحي، خلال الندوة الصحفية التي تخلف عنها لطفي حساني عضو الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، عن مبادرة لتنظيم قافلة بحرية أو برية إلى غزة تكون مغربية أو مغاربية، وأضاف أن أعضاء الجماعة الثلاث سيكونون في مقدمة المشاركين في هذه القافلة. وأكد فتحي أن رحلة «أسطول الحرية» استطاعت أن تكشف عن «همجية الصهاينة»، كما أعادت تسليط الضوء على الحصار المفروض على غزة. وعرفت الندوة الصحفية، التي نظمتها جماعة العدل والإحسان بمناسبة عودة أعضائها الذين شاركوا في محاولة فك الحصار عن مدينة غزة، عرض شريط مصور يؤرخ للحظة عودة أعضاء الجماعة الثلاث، والاستقبال الجماهيري الكبير الذي تلقاه المغاربة العائدون، والذي كانت تتقدمه نجلة عبد السلام ياسين وزوجها. ويذكر أن الوفد المغربي، المتمثل في عبد القادر عمارة البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، وعبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية ومنسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والمهندس لطفي حساني عضو الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، والمهندس حسن الجابري عضو لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، قد حل زوال أول أمس الخميس بعد إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، غير أن الحصار الأمني الذي ضرب على المطار دفعهم إلى الاعتصام داخل المطار لأزيد من الساعتين بسبب منع أزواجهم وأطفالهم وعائلاتهم وأعضاء جماعة العدل والإحسان من الوصول إلى المطار.