يخوض حوالي 46 فردا، بينهم 18 امرأة، يمثلون أبناء وأسر وأرامل "شهداء الوحدة الترابية"، والمنحدرين من جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، اعتصاما مفتوحا، منذ يوم الاثنين الماضي، أمام مقر مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، في شارع فرنسابالرباط. وحسب المعتصمين الذين يبيتون في العراء منذ ستة أيام، ويحتلون بوابة المؤسسة المذكورة تحت مراقبة عناصر من قوات التدخل السريع، فقد استنفذوا مختلف الوسائل والمحاولات في تسوية أوضاعهم الاجتماعية في مدنهم بالأقاليم الجنوبية، ليقرروا تبعا لذلك نقل احتجاجهم إلى العاصمة الرباط، من خلال اعتصام مفتوح على كل الأشكال التصعيدية، ومنها الإضراب عن الطعام. وإلى حدود صبيحة أمس الجمعة، حسب تصريحات المعتصمين، لم تفتح إدارة مؤسسة الحسن الثاني أي حوار معهم، وقد أمضوا ليلة الخميس تحت الأمطار التي شهدتها العاصمة، في حين اكتفت مسؤولة في مؤسسة الحسن الثاني بمطالبتهم برفع الاعتصام والعودة بعد مضي شهر من الآن، وهو ما رفضوه في تصريحات ل"أخبار اليوم"، كما أكدوا أن الحالة الصحية لبعض النساء المعتصمات، اللواتي يعانين من أمراض مزمنة كارتفاع الضغط ومرض السكري، قد ساءت بعد أسبوع من الاعتصام المستمر ليل نهار، حيث أصيبت اثنتان يوم الأربعاء الماضي بغيبوبة وتم نقلهما إلى مستعجلات مستشفى ابن سيناء. وتتمثل مطالب المعتصمين، الذين نصبوا على أعمدة الطرامواي بشارع فرنسا لافتات مكتوب عليها "أبناء الشهداء الصحراويين يستنجدون بالملك"، في التوظيف المباشر لحملة الشواهد وتفعيل نسبة 25 في المائة في مباريات التشغيل وفقا لمرسوم ملكي يقضي بتوظيف أبناء المقاومين، كما يطالبون بالاستفادة من التغطية الصحية وبطائق الإنعاش الوطني ورخص النقل والسكن الاجتماعي، إضافة إلى دمج المعاقين منهم وتأهيلهم داخل المجتمع. وفي جانب آخر، يبدو أن ملف شهداء حرب الرمال بين المغرب من جهة والبوليساريو والجزائر من جهة ثانية، التي دارت رحاها في سبعينيات القرن الماضي قبل أن يتم وقف إطلاق النار في 1991، يكتسي نوعا من الخطورة، حيث إن متحدثا باسم المعتصمين، رفض ذكر اسمه، شكك في تصريحات ل"أخبار اليوم" في ذمة العائدين من تيندوف، حيث قال "كيف تجازي الدولة مجموعة من العائدين من تيندوف، ومنهم من كان مجندا وتسببوا في قتل آبائنا؟"، قبل أن تقاطعه إحدى النسوة، وتقول "الوطن غفور رحيم، ما يهمنا نحن هو تنفيذ الوعود بدل التماطل".