أسابيع بعد إصدار مجموعة الراب المراكشية "فناير" أغنيتها الشهيرة "يد الحنة" التي تدعو من خلالها المغاربة إلى التعاون من أجل تحقيق التنمية والمساهمة في بناء مغرب جديد، رد أحد أعضاء فرقة "قشلة" المنتمية لمدينة طنجة بمقطع يحمل اسم "يد المحنة" يظهر فيه الوجه الآخر لمغرب الجهل والفقر والقمع، كما جاء في كلمات أغنيته. "دايم حقي في بلادي دايم، دايم عزي في بلادي دايم.. يد الحنة، عاهدني ونعاهدك يا مغربي بالنية نساهموا في التنمية.. بيد الحنة راية البلاد راها عالية في السماء، وبها تشوف الخير وتشوف الناس مبسمة". إنها كلمات من أغنية "يد الحنة" لمجموعة فناير التي يرى كثيرون أنها ابتعدت كل البعد - من حيث مضمون أغانيها- عن مفهوم موسيقى الراب الحقيقي، وأن الفرقة المراكشية اتجهت بالتدريج نحو شكل جديد من الراب يمكن وصفه بالوطني الذي يروم الدفاع عن القضايا الوطنية. وينتقد بعض متتبعي موسيقى الراب في المغرب "فناير" بسبب ابتعادهم عن المفهوم الكلاسيكي لهذا اللون الغنائي، الذي ظهر مطلع الثمانينات بالولايات المتحدةالأمريكية من أجل الثورة والتمرد ضد كل أشكال الظلم والقمع والتمييز وانتشر بعد ذلك في كل بقاع العالم، وبسبب عدم تطرقهم في مقاطعهم إلى مشاكل المواطن المغربي اليومية وإلى الانتهاكات التي تمارس في حقه، واتجاههم بالمقابل نحو كل ما يحمل طابعا وطنيا، وهو ما تجلى في عدة أغاني كأغنية "للا منانة" التي تشيد فيها المجموعة بما جاء في مدونة الأسرة "التي تضمن حقوق المرأة المغربية"، وأغنية "ما تقيش بلادي" التي أصدرتها بعد أحداث 16 ماي 2003، إضافة إلى مقطوعة "تاريخ" التي تدعو من خلاله المغاربة إلى الاحتفال بمناسبة مرور 12 قرنا على تأسيس بلدهم، وآخر الأغاني كانت رفقة مغني الراي الجزائري الشاب بلال والتي حملت في كلماتها دعوة صريحة إلى طي صفحة الخلاف (السياسي) بين الجارين المغرب والجزائر. في المقابل تميزت مجموعة "فناير"، التي فقدت في شهر يونيو من سنة 2008 أحد أفرادها (هشام بلقاس) بعد حادثة سير بضواحي مدينة فاس، ببحثها وتعمقها في التراث الموسيقي المغربي عوض اعتمادها، كجل مجموعات الراب المغربية، على برامج معلوماتية جاهزة لتركيب ألحانها. واستخدمت مجموعة "فناير" عدة ألوان موسيقية في أغانيها كالملحون في مقطع "تاريخ" وكناوة في أغنيتي "الله يا الله وموغادور" والريكي وعيساوة والعيطة والدقة المراكشية والشعبي وغيرها. وتبنت مجموعة "فناير" نمطا أطلقت عليه اسم "تقليدي راب" وهو نمط يزاوج بين ما هو تقليدي وأصيل في التراث المغربي من جهة وموسيقى الراب من جهة ثانية. وأُسست فرقة "فناير" بشكل فعلي مطلع سنة 2002 وتتألف من 3 أفراد (محسن وخليفة وأشرف)، وكانت الانطلاقة الحقيقية لهذه المجموعة في نسخة عام 2004 من "البولفار" (شارع الموسيقيين الشباب) التي فازت برتبتها الأولى، قبل أن تتحول اليوم إلى واحدة من أشهر فرق الراب في المملكة